آخر الأخبار

الرأسمالية والصراع الاجتماعي

 





د. حازم الرفاعي

 

كثيرا ما يكتب الناس أن النظام الاقتصادي في كندا والسويد وغيرهم لا هو نظام اشتراكي صرف ولا هو نظام رأسمالي وان بهذه الدول وغيرها أفضل النظامين. هذا الاعتقاد الخاطئ واسع الانتشار مصدره ان الناس لا تستوعب ان العالم كله يحيا في النظام الرأسمالي. فأمريكا ورواندا والبرازيل والسعودية وروسيا تحيا في إطار النظام الرأسمالي.



فالرأسمالية هي سمه عالمنا منذ ظهرت الثورة الصناعية أي منذ ٤٠٠ عاما أو يزيد. الرأسمالية لها ( مركز )يصنع وينتج ويفرض قواعده علي الجميع وهناك ( إطراف) ! فهناك من يجتث غاباته في البرازيل لتقديم أخشابها للسويد لتصنعها وهناك من يسيطر علي مناجم المعادن الثمينة في الكونغو وهناك في فرنسا مثلا من يسعي للسيطرة علي مناجم المواد المشعة في مالي . هذا هو النظام الرأسمالي الذي يتنفس كله معا بذات القواعد. وهذا النظام هو ما خلق الامبريالية وقهر الأمم الصغيرة والاهم هو منع تطورها أو تشويهه حتي تتلاءم أوضاعه مع مركز الرأسمالية بغض النظر عن مصالح الناس.

 

 

الصراع الاجتماعي حول العالم هو ما اجبر الرأسمالية الانجليزية مثلا علي التنازل لمكاسب للطبقة العاملة ولملايين الفقراء. عمال مناجم الفحم في بريطانيا كانوا افقر من الفقر فكانت عماله الأطفال منتشرة في كل مكان. فلماذا تغير الأمر ؟ تغير بالصراع الاجتماعي حين خرجت الملايين من الحفاة والمعدمين تطالب بحقوقها في الحياة والمرتبات والتعليم وتغير أيضا حين نجحت ثوره أكتوبر في الاتحاد السوفيتي فرفعت المنجل والمطرقة ورموز الشغالين والفقراء وهزموا النازية فصار للحركة العمالية ظهير حول العالم وتمكنت شعوب العالم الثالث من الاستقلال.

 

المسألة ليست اختيار إنما إجبار !

 

 

 فالغني لن يتنازل عن ثروته وامتيازاته بمزاجه فأمراء دول الخليج لن يتنازلوا عن ثرواتهم ببساطه لمواطني جزيرة العرب ولا لمواطني اليمن.

 

 

 تركيبه دول الخليج تلك ومعها إسرائيل هي جزء من منظومة الرأسمالية فهم حماه كنز النفط وعندما حاول القذافي أن يتمرد كانت نهايته بقصف الطائرات الفرنسية وبدعم أمريكي وبمرتزقة مسلمين.....

 

لا يوجد نظام به أفضل ما في الاشتراكية والرأسمالية فالنظام الاشتراكي الذي ظهر في الاتحاد السوفيتي كان تجربه عابره حوصرت وشوهت وانهزمت الي حين وهاهو شعار المنجل والمطرقة صار ذكري وصار قائد الجيش الروسي يرسم علامة الصليب قبل استعراض الجنود في دوله كانت علمانيه تماما ولكنها اليوم تحت النظرة الفاحصة لكبار الرأسماليين الروس انقضوا علي ما بناه الشعب السوفيتي واشتروه بالفتات كما حدث مع الصناعة المصرية بعد ناصر....

 

التنوع الذي نراه بين الدول هو ناتج تطورها التاريخي وصراعها الاجتماعي .



إرسال تعليق

0 تعليقات