الطاهر عبد الحى الهاشمى
مصرع الحسين عليه السلام يسكب المدامع من الأجفان ويجلب الفجائع
ويثير الأحزان ويلهب النيران الموجودة في أكباد ذوي الإيمان بما أجرته الأقدار
للفجرة من الاجتراء وفتكها واعتدائها على الذريّة النبويّة بسفح دمائها وسفكها وسبى
مصونات نسائها وهتكها.
كيف لا وهم رجال الذرّيّة
النبويّة بنجيعها مخضوبة وأبدانها على التراب مسلوبة ومخدّرات حرائرها سبايا
منهوبة !
فكم كبيرة من جريمة ارتكبوها واجترموها وكم من نفس معصومة أزهقوها
واخترموها وكم من كبد حرّى منعوها ورود الماء المباح وحرموها ثمّ احتزوا رأس سبط
رسول الله صلّى الله عليه وآله .
هذا مع علمهم بأنّها الذريّة النبويّة المسؤول لها المودّة بصريح
القرآن وصحيح الاعتقاد فلو نطقت السماء والأرض لرثت لها ورثتها ولو اطّلعت عليها
مردة الكفر لبكتها وندبتها ولو حضرت مصرعها عتاة الجاهليّة لأبكتها ونعتها ولو
شهدت وقعتها بُغاة الجبابرة لأغاثتها ونصرتها.
فيا لها مصيبة أنزلت الرزية بقلوب الموحّدين فأورثتها وبليّة أحلّت
الكآبة بنفوس المؤمنين سلفاً وخلفاً فأحزنتها فوا لهفتاه لذرية نبويّة طلّ دمها
وعترة محمديّة فلّ مخذمها وعصبة علوية خُذلت فقتل مقدمها وزمرة هاشمية استُبيح حرمها
واستُحل محرمها !
0 تعليقات