الطاهر عبد الحي
مشروع الإمام الحسين
بن علي عليه السلام كان مشروعا دينيا واجتماعيا وسياسيا يستهدف إصلاح وتعديل مسيرة
الأمة الإسلامية وتقويمها، عبر إثارة الوعي وكشف الحجب عن العقول المغلقة،
وهذا ما كان يفهمه
جيدا أصحابه وأنصاره وهو الذي دفعهم إلى نصرته والوقوف إلى جانبه، والتضحية بكل
غالٍ ونفيس في سبيله،
وهو الأمر ذاته الذي
دفع رجلاً مثل الحر الرياحي وهو من شجعان أهل الكوفة إلى ترك معسكر ابن سعد ليلتحق
بركب الحسين (عليه السلام)، ومقولته المشهورة (إني أخير نفسي بين الجنة والنار،
والله ما أختار على الجنة شيء ولو أُحرقت)،
حينما سأله أحد أصحابه لما رآه يرتجف وهو يقول
ياحر (لو قيل لي من أشجع أهل الكوفة لما عدوتك فما هذا الذي أرى منك)، دليل على
الفهم الكبير للمشروع الإصلاحي الذي يحمله الحسين (عليه السلام).
0 تعليقات