علي الأصولي
نص الخصم في أحد مقالات صفحته على أن السيد باقر الصدر وقع في الفخ
المذهبي وهو يكتب مقدمة موسوعة تلميذه السيد الصدر الثاني.
وهذا الفخ هو لمكان توهم المقدم بين تطابق المهدوية بعنوانها
العام. والمهدوية بنسختها الآثنى عشرية.
وقد عزا الخصم التجاوز الاستحقاقي في البحث الجاد هو في طبيعة
الهروب للأمام وتقديم المطلب ناجزا للمتلقي بأن المهدوية وانتظار وترقب المصلح
بعنوانها العام. لا تختلف عن المهدوية الآثنى عشرية وعنوانها الخاص. الذي فيه
تفريعات وأسئلة وفجوات من قبيل الولادة طول العمر ونحو ذلك.
وبهذه الفكرة التي رسمها ورسخها وعمقها مقدم الموسوعة - المرحوم
السيد محمد باقر الصدر - بدأ حكاية الإمكان المنطقي والفلسفي والعلمي والنظري.
وكأن القضية حلت وانتهت، مع إثبات ذلك الإمكان، على طريقة من قالوا إن الأخبار
المتواترة تؤكد انقطاع الأوكسجين. عن عموم الأرض منذ أربع وعشرين ساعة.
فأجابهم: أن ذلك ممكن من الناحية العقلية والعلمية والدينية وقد
غفل بإنه يعيش في هذه الأرض ولم يمت. وها هو ومن أخبره يستنشقون الهواء. انتهى
بتصريف قليل،
أقول: في طبيعة البحوث النظرية الدينية يقدم الباحث عدة تقريبات
تمهيدية وشواهد تعزيزية في سبيل عرض الفكرة التي يروم بيانها من جانب والتدليل
عليها من جانب آخر. وليس محمد باقر الصدر ببدعا عن أي باحث يلحظ التسلسل المنهجي
في عرض البحوث.
فالتقريب والاستدلال وعرض فكرة المصلح بعنوانه العام عند مختلف أهل
الديانات الأرضية منها والسماوية هي فكرة منهجية ضرورية للبحث لا اقل تعرض
استئناسا،
وكما يبدو لي ومن خلال إشكال المستشكل أنه يؤمن بالفكرة المهدوية
ولكن لا بصيغتها الإمامية الآثنى عشرية.
وكيف كان: أود بيان الخلل الذي وقع فيه الخصم في موضوعة التواتر
الذي ساقه كمثال إذ هو مخل لأحد شروطه على ما قرر في محله في الدراية، وبالإخلال
فما يزعم أنه تواتر يكون ساقطا عن إفادة العلم.
إذ قالوا : أن التواتر هو نقل جماعة لخبر ما. يمنع تواطئ هذه
الجماعة عن الكذب. والخبر المنقول يكون عن حس. بصرف النظر عن أي يكون هذا النقل
جماعة في كل جيل أو في نفس الجيل المهم عدم تواطئ الكل على الكذب على ما مفصل هناك.
وعليه: أن نقل الخبر الحدسي العقلي كما لو أخبرنا جماعة باستحالة
اجتماع النقيضين. فلا يمكن أن تعده بخانة التواتر..
لان هذه القضية العقلية - الاستحالة - لا تتوقف على أصل النقل
تواتر أو لم يتواتر، بل القضية خاضعة للبرهان العقلي المدرك لكل زمان ومكان بلا
نكير. وعليه فمثال الأوكسجين ساقط رأسا على عقب فلا اعرف كيف حاول توصيف محمد باقر
وسقوطه بالفخ المذهبي وهو سقط على رأسه بفخ الجهل المنطقي والدرائي!!
0 تعليقات