محمود جابر
انفجر المرفاء، فتحطمت بيروت، وتشرد من كان يظن أنه غير مشرد، وتعطل البقية
الباقية التى كانت تمسك ببعض من أمل الفرصة شاحبة تقف على أصبع قدم واحدة، ومع
الانفجار احترقت الحنطة وتسمم الغذاء، فأصبح الواقع يقول تهدم، وتعطل، وتشريد، وجوع ... ثم الفاعل مجهول!!
لا أشك لحظة واحدة أن التفجير مسيس وانه بفعل فاعل، وأن الفاعل رتب لزيارة
ماكرون التى جاءت بلون الانتداب، وأن دعوة الانتداب لن تنفك الا عن مزبد من الحصار
لحزب الله والمطالبة برأسه، وقبل رأسه نزع سلاحه، بتقديم أو تاخير لا يهم المهم ان
هذا هو الذى فى الأفق وواضح ولا ينكره إلا اعمي...
الحرب لن تتوقف عند حزب الله، بل ستمتد إلى إيران، وتتجاوز إيران لتضع فى
القلب عنوان خادعا وما يزال يأكل عليه الكثير ويشرب وهو السنة والشيعة...
الآلية التى جرى بها التنفيذ آلية شيطانية؛ استفادة من تقصير وتسيب وإهمال –
وربما شىء آخر- ولكن توظيفها وتنفيذها بدقة وحرفية يقول هذا...
الحرب الدائرة ضد ايران من قلب آسيا الى سواحل البحر المتوسط والبحر
الاحمر، تنطق بالدروس والعبر، وأول هذه الدروس أن اسرائيل ليست العدو للأمة
العربية منفردة، ولكن كل من يحاول التمدد على الجسد العربى بهدم واستهداف الدولة
الوطنية العربية يشارك اسرائيل فى هذه الحرب وان كان يدعى او يؤمن حقا بالعداء لإسرائيل،
ولكن وسط هذه الفكرة او الادعاء يرتكب ما تتمناه إسرائيل وتعمل من اجله وهو تفكيك
الدولة الوطنية والجيش الوطنى ...
بيروت اليوم على باب التدويل، وان جرت عملية التدويل هذه أو الحرب الأهلية،
فسوف يتبعها، تفتيت اليمن المدول والمتحارب أهليا، وان كانت اليمن تقف على باب
التفتيت ولم يبقى من ذلك إلا إعلان ميلاد كيان جديد فى تلك الجغرافيا المفتتة.
وقبل ان اذهب بعيد فى القراءة للمنطقة فأن ارسل رسالة الى من بيده عقدة
الامور فى لبنان يجب اتباع الاتى لمحاصرة الحريق :
اولا : إذا كان للسلطة ان ترفض تحقيقا دوليا، وهذا حقها من اجل الحفاظ على
سيادة لبنان، فإن عليها أن تدرك أن الرتق اتسع على الراتق، ولابد ان تعلم أن رفض
فكرة التحقيق الدولى، كما هو حفاظ على السيادة فإنه يمكن ان يمثل مدخلا لنقص
السيادة، وفقا لوجود لاعبين فى الداخل والخارج لن يرضيهم الامر، وهناك رأى عام يشك
فى شفافية السلطة، والحل هنا أن تشكل لجنة تحقيق عربية إقيلمية يمكن ان تشارك فيها
الجامعة العربية والاتحاد الاوروبى ودول متوسطية على سبيل المثال ...
وأن يعين متحدث رسمى من قبل الحكومة ومتحدث رسمى من قبل لجنة التحقيق ....
وان يرسل الرئيس كتابا بقانون للعقوبات التى يمكن ان يحاسب بها الجناة وان
يصادق البرلمان اللبنانى على هذا القانون ويصبح ساريا مع بدأ إجراءات التحقيق .
الثانى: ان يدعو الرئيس الحكومة والشعب بوقفة بالشموع إحياء لذكرى شهداء
التفجير وان تشك لجنة لمتابعة المصابين والمتضررين، وتكون اللجنة مشكلة من وزير
الصحة والاقتصاد والأشغال والداخلية ويشارك فيها عدد من النشطاء اللبنانيين .
ثالثا: ان تقوم القوة الأمنية اللبنانية بنصب خيام فى كل الميادين والساحات
للمتضررين، وان توفر لهم كافة الاحتياجات واهمها الحمامات التى يمكن نصبها وسط
الخيام بشكل يحفظ على المواطن اللبنانى ما تبقى له من حياة شبه كريمة.
الرابع : ان تعين لجنة من قبل البرلمان تشرف على توزيع المعونات وتكون
اللجنة تحت إشراف الحكومة دون ان يكون للحكومة ولاية عليها ولكنها تكون لجنة شعبية
من متطوعين .
الخامس : عمل لجنة تقص حقائق للاستماع الى كل من لديه معلومات تخص التفجير
أو الفساد أو اى شيء يتعلق بالشحنة المتفجرة، وان ينص قانون إنشاء اللجنة على
حماية أمن الشهود .
السادس : استقالة حكومة حسان دياب وأن يعلن دياب او الرئيس عن حكومة مصغرة
تدير البلاد لحين إجراء انتخابات نيابية، وان ترفع جلسات مجلس النواب ويعد فى عداد
المنحل، ولا ينظر المجلس فى اى قانون الا القوانيين المتعلقة بالتفجير وما تتطلبه
المرحلة، ولا ينعقد المجلس لغير ذلك إلا لمناقشة قانون الانتخاب الجديد .
السابع : عمل قانون انتخابات جديد
تكون فى لبنان كلها دائرة واحدة وان يصوت المواطن على كل المرشحين دون خصوصية
لمنطقة او طائفة وان تجرى الانتخابات تحت إشراف اقليمى من الجامعة العربية وبعض
الدول الصديقة ....
فى الختام أقول إن كان هناك ثمة اتفاق اقليمى ودولى بوضع لبنان تحت الوصايا
الدولية وتفكيك سلاح حزب الله او إشعال لبنان كلها، فمن الغباء أن تقف هنا تشاهد
وتبكى حظك ولكن عليك باتباع إجراءات سريعة وحاسمة وتقطع الطريق على من يقوم بهذه
المؤامرة ...
فإذا كنت ترانى انا الفاعل يا أيتها
السلطة والجماعة والطبقة السياسية، فعليكم أن تكونوا انتم الحل ...
0 تعليقات