د. محمد إيراهيم
بسيونى
للمرة المائة، ليس
لدينا أي دليل على أن الفيروس في مصر ولا في العالم العربي مختلفاً عنه في العالم،
وليس صحيحاً انه ليس شرساً ولا يحدث حالات خطرة ولا يتسبب بالكثير من الوفيات.
الموضوع يتعلق بالprevalence أو مدى الانتشار.
ماذا يعني هذا؟
في حالة فيروس كورونا،
تقريباً ٨٠٪ من الحالات لن تحتاج مستشفى ولا أي رعاية صحية. ومن ال٢٠٪ الباقية،
فقط ٥٪ سيكونون حالات حرجة قد تحتاج انعاش أو عناية فائقة. هذه الفئة ستشمل خصوصاً
أشخاص لديهم أمراض مزمنة او سمنة او متقدمين في العمر.
حين لا يكون فيروس ما
منتشراً بشكل كبير، فاحتمال وصوله الى الفئات الأكثر تعرضاً للمضاعفات يكون ضئيلاً.
حين ترتفع نسبة الانتشار، يرتفع احتمال أن يصل الفيروس الى هذه الفئات، ترتفع
الحالات التي تستدعي استشفاء ومعها الحالات التي تستدعي عناية فائقة وهنا قد يحدث
انهيار للأنظمة الصحية ما يفاقم الأزمة وربما يرفع نسبة الوفيات. مع ارتفاع
الانتشار مثلاً، قد يصل الفيروس الى مراكز العناية الصحية والمستشفيات ومراكز علاج
مرضى السرطان ودور العجزة. في اوروبا، كانت تحصى وفيات دور العجزة وحدها بعد ان
خرج الفيروس عن السيطرة فيها تماماً. اذا اخذنا المثل الفرنسي، الprevalence قُدِّر ب ٥٪ فقط بالمعدل مع ارتفاعه قليلاً في الأماكن الأكثر
تضرراً في الشمال.
لكن هذا كان كافياً
ليكون الفيروس واحدة من أسوأ الكوارث الصحية واضعاً النظام الصحي الفرنسي على
المحك، ضاغطاً على أقسام الانعاش، ومسيباً لعدد عالٍ من الوفيات.
دعونا نحافظ علي
الواقع، لا يجب أن يخرج الفيروس عندنا عن السيطرة، لأن أنظمتنا الصحية لن تحتمل،
خصوصاً اذا أضفنا اليها الأوضاع الاقتصادية. التزموا باجراءات الوقاية من كمامات،
غسل اليدين، عزل المرضى.. الخ واهمية حماية المتعاملين مع المرضى) هي السبب الاهم
الذي قد نشاهد بسببه اصابات شديدة في صفوف الاطقم الطبية وصغار السن على عكس
المتوقع.
0 تعليقات