أبو محمد العراقي
جاء المشيبُ وانقضى
الشّبابُ
فيا ترى هل ينفعُ
الخضاب ُ
وعشعشَ البومُ بمفرق
لمّتي
وانْفَلَتْ عن هامتي
الغرابُ
بكت (سَناءُ ) لنحولِ
جسمي
عاينتها واستُرسلَ
الخطابُ
إنَّ (سناءَ ) بهجةٌ
لناظري
مُزدهرة كأنها
العنابُ
قد هام قلبي بهواها
مُرغما
ماحيلتي إنَّ الهوى
جذابُ
بقربها عمري تقضَّى
مسرعاً
أضُمَّها ومنها لا
ارتابُ
اقبّلُ بشغفٍ خَديها
وكيف لا وعطرها
خلابُ
تزورني في كل يومٍ
خمساً
في الفجر حقاً
تُسحرُ الألباب
وفي الظّهيرة لها أريج
طيبٌ
والعصر دوماً تُفتحُ
الأبواب
وفي الغروبِ هي
نسيمٌ مُنعشٌ
حبيبتي كأنَّها
السّحابُ
وفي العشاء تسقينا
غيثاً ممرعاً
فنرتوي ويَخْضَرُ
الجنابُ
محبوبتي لها من
الوفاءِ
مَشْهَدها عند
الوفاة يُهابُ
فَعندما أدرج في أكفاني
ويحملُ جنازتي الأصحاب
وأُودعُ في حفرةٍ
مخيفة
ويبعدُ عن مرقدي الأحباب
تؤنسني في رقدتي
بقبري
تحضرني ويُؤْتى
الشرابُ
من لبنٍ أو عسلٍ
مصفى
أو عذب ماءٍ تُمْلأ الأكواب
أكرم بها من دُرةٍ
ثمينة
سبحان ربِّ الخالقُ
الوهابُ
هي الصّلاة إن سألت
عنها
هي السّنا وإنّها
اللبابُ
إلى هنا يكتمل
القصيدُ
هذا كفى ويُسدلُ
الحجابُ
2020/8/4
0 تعليقات