د. محمد إبراهيم بسيوني
لن يكون هناك اغلاقات داخلية مرة أخري. لربما نشهد تشديدا بالإجراءات فقط. كل
الدول استفادت من فترة الإغلاق العام من اجل تجهيز وتنظيم القطاع الطبي. تجهيز
القطاع الطبي من ناحية معدات الوقاية الصحية PPE وأجهزة التنفس الصناعي ventilators وعدد الأسرة
وزيادة القدرة اليومية على الفحوصات ووضع نظام رصد وتتبع المخالطين للحالات الإيجابية
والعمل على إرشادات جديدة لمعظم القطاعات لتكون covid safe.
كان اساساً الهدف من هذا الإجراء تسطيح المنحنيات وليس وقف الانتشار ولم
ولن يكون هنالك طريقة لإيقاف الانتشار. والاهم من ذلك هو انه مهما حصل لن يستطيع
اي اقتصاد القيام بأي حجر/حظر شامل بعد الآن بعد ان وصل الحجر/الحظر الأول بالاقتصاديات
لحافة الهاوية، وسيتم اللجوء للحجر الموجه ان لزم
ومن البديهى التفكير فى أنه يجب أن تكون هناك فوائد هائلة لفرض الإغلاق
الذى أدى لتدمير الشركات والوظائف، وخلق طوابير طويلة فى بنوك الطعام، وأدى لتعطيل
التعليم، وأدى لخسائر نفسية قاسية لأولئك الذين يعيشون فى بيوتهم بمفردهم، ومع
ذلك، فإنه كان هناك هدف واحد محدود نسبيًا للإغلاق، هو منع انتقال العدوى بشكل حاد
لدرجة أن تمتلئ المستشفيات بالمرضى.
ولكن لا يمكن للتباعد الاجتماعي الطوعى أو للمطالبة بالبقاء فى المنزل أن
يهزما الفيروس، فهو لن يختفى حتى تكتسب مجموعة من السكان مناعة ضده، وبمجرد رفع
عمليات الإغلاق، سترتفع الحالات هنا وهناك مرة أخرى، وهو ما حدث بالفعل فى كل
البلدان التى رفعت الإغلاق، ولكن طالما أن المستشفيات لا تمتلئ بمصابى كورونا، فقد
تكون عمليات الإغلاق قد حققت غرضها.
فصحيح أن رسالة «تسطيح المنحنى» تبدو جذابة، ولكن من الخطأ الاعتقاد أن هذا
الوباء سيصعد وينخفض فى ذروة واحدة، حيث يقول علماء الأوبئة إنه من المرجح أن يكون
هناك ذروة ثانية كبيرة أو أن يكون هناك صعود متقطع على مدى عدة سنوات، وفكرة تسوية
المنحنى هى توزيع العدوى على مدى عام (أو أكثر) بدلًا من أن تستمر لأسابيع أو شهور
فقط، وهو ما يمكنه أن ينقذ الأرواح من خلال منع المصابين من الموت بسبب نقص
الرعاية فى المستشفيات.
وقد يتعجب البعض من نجاح الصين فى السيطرة على الفيروس، حيث بدت الحكومة
وكأنها تسحق المنحنى بإجراءات إغلاق حاسمة، ولكن الحقيقة هى أنه خلال عمليات
الإغلاق هذه، كان هناك اختبار مكثف وتتبع للمخالطين لوضع الأشخاص الأكثر عرضة
للإصابة فى الحجر الصحى، كما تم إجبار المصابين على الذهاب إلى مرافق خاصة، وقضوا
فيها بضعة أسابيع بعيدًا عن أفراد الأسرة.
0 تعليقات