د. محمد إبراهيم
بسيوني
يعاني المتعافون من
فيروس كورونا من أعراض مرضية طويلة المدى.
بعد سبعة أشهر من بدء
انتشار فيروس كورونا، لا يزال الأطباء يواجهون تحديات علمية كبيرة، من بينها المدة
التي تظل فيها الأعراض المرضية ظاهرة لدى بعض المرضى بعد تعافيهم.
١٠٪ من المتعافين من
كوفيد تستمر معهم او تعود لديهم أعراض مثل السعال وشعور بالحمى وتعب عام، وهي أعراض
لاحقة لا تشكل امتداداً لفترة العدوى أو إصابة جديدة حتى لو استمر أو عاد فحص PCR
ايجابي.
حالة من التعب وصعوبة
في التنفس بعد عدة أسابيع من إصابتهم بالمرض. ضيق في التنفس عند صعود درجا واحدا
من السلم. اضطرابات في المشاعر، وضعف الذاكرة.
في مارس الماضي، لم
نكن نعرف سوى القليل عن هذا الفيروس، افترضنا أنه مجرد مرض يصيب الجهاز التنفسي،
إلى أن اكتشفنا أنه يؤثر على جميع أعضاء الجسم تقريبا، وافترضنا أننا سنعتمد على
أجهزة التنفس الصناعي ووحدات العناية المركزة فقط، فاكتشفنا أن تزويد المريض
بالدعم التنفسي المبكر عن طريق الأكسجين في أجنحة العلاج في المستشفيات كان أكثر
فعالية.
اعتقدنا عندما كنا
نصفق لمرضانا، بعد تعافيهم من الإصابة الحادة بالفيروس ومغادرتهم أجنحة العلاج،
أنها المرة الأخيرة التي سنراهم فيها.
أصبح هذا العدو
الجديد، عدوا قديما، بل يبدو أحيانا عدونا الوحيد، وأصبحنا على دراية كبيرة بالإرث
طويل المدى الذي يخلفه لدى المرضى، ليس أولئك الذين دخلوا المستشفى فحسب، بل أولئك
الذين عالجوا أنفسهم في المنزل وتعافوا من إصابتهم الحادة، لتبدأ معاناة جديدة من الانتكاسات
والأعراض المرضية المستمرة.
لا يزال المرضى الذين
أصيبوا بالفيروس قبل شهور يكافحون من أجل استئناف حياتهم الطبيعية.
نحن نعلم من دراسة
المرضى الذين أصيبوا بمرض "سارس"، وهو من عائلة الفيروسات التاجية، في
وباء عام 2003، أن ما يقرب من نصف عدد المتعافين أصيب بإرهاق مزمن، أو أعراض مرضية
أخرى طويلة المدى، لذا لا ينبغي أن نندهش من أن يكون هذا السليل الماكر لهذه
العائلة الفيروسية، "سارس-CoV2"، له الإرث نفسه.
لا يزال البعض من
المرضي يعاني من أعراض المرض الأصلية المتمثلة في آلام الصدر وضيق التنفس، كما
يعاني البعض الآخر من أعراض مرضية جديدة، مثل الصداع وفقدان الذاكرة ومشاكل
الإبصار.
ويعاني كثيرون من
الاكتئاب والقلق، ويعاني معظمهم من تعب مزمن مستمر، وجميعهم يرغبون في استعادة
حياتهم السابقة، بعد أن احتفلوا في عُجالة بنجاتهم المبدئية من الإصابة بكوفيد-19،
فبعضهم الآن يتملكه الشك المزعج واليأس الشديد. حتي من كانت الأعراض المرضية
الخفيفة للغاية، التي تمثلت في صداع، والتهاب في الحلق، وربما ارتفاع طفيف في درجة
الحرارة.
0 تعليقات