علي الأصولي
يرى شبستري وغيره أن الأخلاق نسبية. وما كانت صالحة في زمانها فهي
غير صالحة لزمان غيرها.
وقد سار على ما قرره مجتهد شبستري بعض مقلديه أمثال - العسر - فهو أيضا
حاول أن يموضع أخلاق النبي (ص) بموضعها وعلى حد تعبيره - ويقدرها بقدرها –
ولعل الجميع يتمسك وقصة التعامل مع السبايا والإماء مما كانت
والثقافة الرائجة آنذاك..
وهذه القراءة هي محاولة صريحة بشطب تقرير قرآني من الصراحة بمكان (
لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو
اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )
نعم: أن شبستري أخذ مثالا على مدعاه وشخصه بعلي بن أبي طالب(ع)
بينما المقلد أخذها عريضة وذهب صوب النبي الأكرم(ص)
بتعبير آخر لا يمكن أخذ القدوة النبوية أو العلوية لكل الأزمنة ولا
يمكن جعل سلوك الأوائل - مهما علا - موضع اقتداء لغير الأزمنة لاختلاف المصاديق و
الموضوعات.. لأنه بالتالي ذلك السلوك العالي لا يلزم أن يكون عاليا في أزماننا
هذه...
وبالرغم أن هذه الدعوة عريضة وكبيرة وخطيرة كذلك لأنها تمس بشكل
مباشر المرجعية الأخلاقية الاقتدائية وسقف الناس أو أتباع النبي (ع) أو الإمام علي
(ع) فلا مناص والإجابة على هذه القراءة المتطرفة.
ونرد بها على الأستاذ أو مقلده بل نرد بها على كل من يأخذ المسلمات
ومخرجات هذه القراءات بلا تثبت..
الشيخ حب الله في كتابه - شمول الشريعة - الفصل الثالث - اتجاه
تحديد دائرة الشريعة محاولات لتكوين نظرية محددة -
نص على إجابة تصلح في المقام:
اختصرها بما يلي:
وهي أن نماذج الأنبياء والأوصياء نماذج منهاجية وليست تطبيقياتهم
للقيم بنفسها نماذج لنا. انتهى بتصريف..
يعني بتعبير آخر: أن النماذج النبوية العلوية مثلا هي نماذج منهجية
وبما أن ذلك الزمن تحرت النماذج على لزوم العدالة فهذا الزمن أيضا لزوم أن نتحرى
ولزوم العدالة. فصيغة العدالة تختلف من زمن لآخر مع أن النموذج منهجي كفيل بضمان
الاقتداء مع اختلاف التطبيقات..
فالتأسي بالنبي(ص) لازمه اتخاذ قوانين مراعاة العدالة بحسب تطبيقات
هذا الزمان وعرفه..
وكيف كان: وكما ترى أي دعوة متطرفة وأن كنت تجد ظاهرها انيق غير
أنها تتسم بسطحية المفكر وأن طوقها بعشرات العناوين وحشد لها مئات المصطلحات..والى
الله تصير الأمور....
0 تعليقات