هادي جلو مرعي
منهل عزيز الحبوبي حديث وسائل الإعلام العراقية بعد
إعلان الأسماء التي ستتولى عديد المناصب المهمة في مؤسسات الدولة العراقية خلال
الفترة المقبلة، وهو معماري عراقي فاز بجائزة إختيار تصميم قدمه لمبنى مجلس
الوزراء العراقي، وهو تصميم مذهل وجميل ولاقت من معماري شاب، لديه طموح الرغبة في
التغيير، وليس الطمع بمنصب عابر كما هو حال مناصب لهث وراءها كثر، وسقطوا في الوحل
برغم فرحهم بالمال، وبعض الشهرة التي فقدوها بعد ترك المنصب، بينما تصرف الأموال
من آخرين لم يتعبوا فيها ولو قليلا، ولو لبعض الوقت.
أمين بغداد منصب في غاية الأهمية لأنه يرتبط بتاريخ
مدينة لامثيل لها، فهي بغداد حاضرة العواصم وملهمة الشعر، ومبهرة النفوس. المذهلة
التي لايتخطاها المارون إلا إذا نهلوا من دجلتها، وجالوا على مدارسها، وتجولوا في
قصورها، وسمعوا حكاياتها، واستمعوا لعلمائها، ودرسوا على أساتذتها، وتمتعوا
بلياليها، وطربوا على أصوات مغنيها، وتأملوا موسيقاها، ونسجوا رواياتهم عنها، وعن
تاريخها المديد.
المهندس منهل الحبوبي أمين جديد بأمل جديد، وروح نريدها
جديدة وطامحة، لاتكل ولاتمل من أجل عاصمة يفتخر بها أهلها، ويسعد زائرها، ويهنأ
قاطنها، هو مهندس معماري طموح، ولديه عنفوان الرغبة في رؤية مدينة خارج مدى صواريخ
المحاصصة، التي لم تترك هدفا إلا وأسقطته، وحولته الى مايشبه حيوان أليف ممزق
بأنياب وحوش لاتعرف الرحمة، ولاتستكين بحثا عن فريسة.
بغداد بحاجة الى رعاية، وحماية، وعمران وخدمات، وهي
بحاجة الى من يعيدها الى حقيقتها كعاصمة لواحد من أشهر بلدان الأرض، لكنها كانت
تفتقد الى الخدمات، والى أن تشرق من جديد فخر العواصم، وصانعة المختلف المميز، وهي
مهمة صعبة، ولكنها تستحق المحاولة، واستمرار التحدي لأجلها، وهو أمل يمكن أن يكون
عنوان المرحلة المقبلة.
0 تعليقات