نعمه العبادي
في سابقة (دونية)،
قدمت قناة (12) الإسرائيلية وتلفزيون البحرين والإمارات الرسميان نشرة أخبار
مشتركة (بشاشة واحدة) تشاهد بذات الوقت في كل أنحاء العالم، بوصفها خطوة في إطار
العلاقة التي تكللت باتفاق خطي بين هذه الأطراف، ويمثل هذا البث مفردة مهمة جدا في
المنهج المتبع بعناية لإعادة صياغة المنطقة، لذا اعرض لفهمه ببعض المؤشرات وهي
الآتي:
- يتشابه السلوك
البحريني والإماراتي مع مشهد بعضهن اللواتي يردن على دعوى عدم جذابيتهن، وأنهن لسن
محطاً لمقبولية الرجال، ولا طرفاً صالحاً لعلاقات الحب، بأنهن خلاف ذلك، وقد
ضاجعهن معظم صبية الحي والمنطقة (طبعاً كلها قصص مختلقة)، لكنها تكشف عن مستوى
الدونية التي وصل إليها هذا الأنموذج بالتضحية بشرفه وسمعته لمجرد ان يقال في حقه
انه محل نظر ومقبولية ومطلوب، لذلك يتشدق حكام الإمارات والبحرين بأنهم نالوا شرف
المضاجعة الإسرائيلية.
- تدخل هذه الخطوة في
إطار منهج الصدمة الذي يعتمد على تقديم أفعال قاهرة قوية مسلطة بشكل مباشر
لجمهورها المستهدف بغية تحطيم معنوياته وقدرته على التماسك والصمود، والذي يؤدي به
الى الانكسار والخضوع، وهنا المستهدف عموم الجمهور العربي وخصوصاً ما تم الإشارة
إليه من الدول الخمسة أو الستة المرشحة لمرحلة التطبيع الثانية، ونفس إعلان وجود
هذا العدد من الدول يدخل ضمن منهج الصدمة والاستثمار فيه.
- الخطوة الإعلامية
كانت مقياس تحسس عالي الدرجة، إذ أريد رفع مستوى السلوك الدوني إلى أعلاه ومشاهدة
ردود أفعال المجتمع والجمهور من اجل التخطيط للمرحلة القادمة.
- ان صمت الجامعة
العربية المطبق عن كل ما يحدث، ومباركة قيادتها بالسر وببعض العلن للخطوات
الجارية، هو بمثابة قرار ضمني لسقوطها (المادي والمعنوي)، لذلك اعتقد انه لا حديث
مطلقاً عنها بعد هذه الأحداث.
- أخيرا، أدرك أن
هناك جمهور واسع من المنبطحين والمغرر بهم والمخدوعين سوف يلاقون هذه الملاحظات
بالاعتراض وتكرار نفس الاسطوانة المشروخة عن دعوى خسارتنا بسبب عدم سلامنا مع إسرائيل
وعدم إقامة علاقات معها، وأقول لهم جميعا، أمامكم الواقع وبيننا الزمن، فإذا وجدتم
ان إسرائيل قدمت اي منفعة حقيقية لأي طرف تماهى معها، وخضع لإرادتها، أو على الأقل
عاملته باحترام وندية أو إعادة النظر في منظورها الديني القائم على سرديات طويلة
الذيل فيما يتعلق بحقها في الأرض والهيمنة، فانا مستعد لمحو كل حرف كتبته عن إسرائيل..
0 تعليقات