سامح جميل
كان مشهداً، عاصفاً ومرتبكاً، قبل تسعة وثلاثين عاماً، حيث قرر
الرئيس الراحل أنور السادات أن يجمع كافة المعارضين من كل التيارات فى السجون.
أكثر من 1500 شخص من الإسلاميين واليساريين والأقباط والصحفيين ورجال الدين، كانوا
ضمن حصيلة حملة الاعتقالات التى هزت مصر فى شهر سبتمبر، وأصبحت علامة فارقة فى
ذكراها كل عام.
«ماذا تبقى فى ذاكرة المصريين من حملة اعتقالات سبتمبر»؟ كيف يراها
المعتقلون من كافة التيارات، ولماذا حدثت؟ وكيف تصاعدت العاصفة فأربكت جميع
الحسابات، وأصبحت علامة على احتقان سياسى ومجتمعى عنيف، عبر عنه الرئيس الراحل،
محمد أنور السادات، فى خطاب شهير ألقاه فى البرلمان (مجلس الأمة وقتها)، اعتبر فيه
أن حملة الاعتقالات كانت «ضرورية لحماية وحدة الوطن والسلم العام»، وهو الخطاب
الذى اعتبره ضحايا هذه الاعتقالات «خطأ كبيراً» وتحركاً طال كل رموز المجتمع
والسياسة والصحافة تقريباً، حيث اجتمع فى «سجون سبتمبر» الكاتب الصحفى الكبير محمد
حسنين هيكل، إلى جانب قيادات من حزب الوفد الليبرالى، جنباً إلى جنب مع رموز من
التيار الإسلامى، وقيادات اليسار بتنويعاته المختلفة.
فى قلب العاصفة كانت الصحافة المصرية حاضرة وبقوة، فخلف القضبان
كان رموز من كبار الصحفيين فى قبضة الأمن، بينما أغلقت الدولة بعض صحف المعارضة،
وعلى الجانب الآخر تصدرت قرارات الاعتقال الصحف القومية، فاعتبرتها الجمهورية
«ثورة جديدة»، ووصفها الكاتب موسى صبرى، أحد أقرب الصحفيين للسادات، فى جريدة
الأخبار بأنها «قرارات لضرب الفتنة، فيما اعتبرتها الأهرام «ثورة العمل الداخلى».
تسعة وثلاثين عاماً مرت على ذكرى اعتقالات من 3 إلى 5 سبتمبر 1981،
عندما أصدر الرئيس الراحل أنور السادات، قراراً باعتقال رموز المعارضة، من كتاب
وصحفيين وسياسيين وإسلاميين ومسيحيين، وعددهم أكثر من 1500 شخص، تبعها إغلاق بعض
الصحف غير الحكومية، بسبب الاعتراض على اتفاقية كامب ديفيد، وتصدر قرار السادات
مانشيتات الصحف القومية، حيث وصفته «الجمهورية» بأنه «ثورة جديدة» للرئيس، فى حين
اعتبرها الكاتب موسى صبرى فى «الأخبار» أنها قرارات لـ«ضرب الفتنة»، وأطلقت عليها «الأهرام»
«ثورة العمل الداخلى».
كان السبب الرئيسى فى شن حملة الاعتقالات وجود الكثير من المعارضين
لـ«كامب ديفيد» التى وقعها السادات مع رئيس الوزراء الإسرائيلى وقتها «مناحم
بيجن»، يوم 17 سبتمبر 1978، تحت إشراف الرئيس الأمريكى آنذاك «جيمى كارتر»،
معتبرين الاتفاقية تحقق «سلاماً وهمياً»، كما أنها لا تحفظ لفلسطين حقها فى
استعادة الأرض.!!
0 تعليقات