آخر الأخبار

أحداث تشرين ... هل هي :- مؤامرة دولية أم انتفاضة وطنية ؟

 

 



 

كتب :أبو أمير الخزرجى

 

 

تحرير محل الخلاف

 

لعل المتابع للأحداث والمواقف قبل وبعد أحداث الأول من تشرين الأول عام ٢٠١٩م يجد تبايناً حاداً في المواقف الرسمية والشعبية تجاه هذه الأحداث وأجد لزاماً في هذه السطور أن نحرر محل الخلاف لنصل الى التقييم الواقعي للحدث .

 

للحديث بداية أن نحدد مواصفات الفرق الأكثر بروزاً على الساحة وهم كالتالي :-

 

١. الفريق الأول

فريق يرى ان ما حصل من تسلم الشيعة والإسلاميين منهم على وجه الخصوص لمقاليد السلطة بعد سقوط نظام صدام خطأ لا بد من تصحيحه برغم اختلافهم على كيفية التصحيح وهم كل من :-

 

أ. البعثيون

وهؤلاء يريدون عودة حزبهم للسلطة بأي طريقة كانت سواء بتدخل أمريكي أو بانتفاضة تدميرية أو بانقلاب ولا يهم كيف .

 

ب. المدنيون (اللادينيون)

 

وهؤلاء يعتقدون بأن وجود الإسلاميين خطر عليهم استراتيجي وعلى أفكارهم وخصوصاً بروز دور المرجعية الدينية ويريدون تغيير سيطرة الإسلاميين على السلطة تمهيدا لحذف السيطرة على الشارع سواء عبر انتفاضة أو عبر تدخل أميركي أو حتى عبر انقلاب وان كانوا متحفظين على الانقلاب لكونهم لا يضمنون البديل .

 

ج. عملاء أميركا وإسرائيل ودول الخليج

وهؤلاء برغم أنهم مجموعات مختلفة التفكير والتوجهات لكنها ترى أن الواقع الحالي وسيطرة الشيعة على السلطة بإسناد فصائل مسلحة تابعة لإيران سينذر بخطر على مصالح أميركا والسعودية وإسرائيل ويعطل مشاريعهم المستقبلية فيسعون الى تخريب الوضع الداخلي والتصارع مع إيران والدفع نحو العداء لها بأي طريقة كانت سواء بانتفاضة تخريبية او بانقلاب او بفوضى مدمرة ! .

 

كل الجهات الثلاثة أعلاه ساندت ما حصل في تشرين ودعمت التخريب وشجعت على تسليح المخربين بل وأرادت بأي طريقة ان تتحول الانتفاضة التصحيحية الى ثورة تخريبية تدمر كل شيء وتقتل كل من يعارض توجهاتها املاً في تحقيق متبنياتهم المتناقضة ! .

 

٢. الفريق الثاني

ولن أطيل بتعريف هذا الفريق فهو يمثل عملاء إيران في العراق من فصائل مسلحة ومن سياسيين وأطراف مجتمعية تدين بالولاء للولي الفقيه الإيراني وترى أن العراق هو ساحة من ساحات الصراع ضد القوى الغربية بقيادة إيران وكل الأطراف من الفريق أعلاه هم خونة ومجرمون وعملاء للغرب وأدواته ولا بد من معارضتهم والتحريض ضدهم وقتلهم ! .

 

 وهذا الفريق وقف وقفة مضادة من أحداث تشرين وتلقف كل ما يسيء لها ونفخ فيه وحرض على قتل ناشطي الحراك أو شارك بقتل بعضهم واستغل كل حادثة للتحريض ضدهم .

 

 

٣. الفريق الثالث

وهم المنتفضون وهم على ثلاث أقسام رئيسة

 

أ. الغالبية

وهم غالبية الشعب العراقي الذي وجد في تشرين فرصة للتعبير عن رفضه لكل سياسات الفساد الذي عبدته أحزاب السلطة ومليشياتها منذ ٢٠٠٣ وسياسيات الطائفية التي استثمرتها أحزاب السلطة الشيعية والسنية لتحشيد أتباعها طائفياً سواء الى محارقها التي أشعلت عدة مرات بشعارات براقة لخداع السذج والمندفعين من كلا الطائفتين والسياسات العميلة التي جعلت من العراق ساحة للصراع الإقليمي والدولي على حساب مصالح الوطن وصناعته واقتصاده وسيادته  وهؤلاء يشكلون الغالبية التي قاطعت الانتخابات او يئست من التغيير عبرها لان أحزاب السلطة جعلت الانتخابات عبر مفوضية حزبية وقانون بائس لا يؤدي إلا إلى إعادة استنساخ نفس الوجوه الفاسدة .

 

ب. راكبي الموجة

وهم جماعة من الأحزاب المتنفذة في سلطة ما بعد ٢٠٠٣ والذين تعودوا على التقاط الفرص وخداع الجماهير وهم معروفون ولا داعي لتعريفهم أكثر .

 

ج. أصحاب الأجندات من الفريق الأول

وهؤلاء أقلية جدا في الحراك ويستخدمون مواقع التواصل للدفع نحو أهدافهم وبعض الفضائيات للتحريض الى مرامهم .

 

 

٤. الفريق الرابع

هم مجموعة من الأشخاص والجهات المنتفعة من الوضع الحالي والمستقبلي !! ولا يهمهم أي شخص او جهة ويتنقلون بين الولاءات والآراء مذبذبين تبعاً لمصالحهم الدنيوية بلا مبدأ يحترمونه ولا هدف يتبعونه . وهؤلاء يشكلون عبئاً ثقيلاً على الشعب لأنهم فضلات فكرية لا قيمة ولا مبدأ ولا أخلاق لهم ! .

 

 

أخيراً ...

 

علينا النظر في أي جماعة نكون ومع أي فريق نقف فإن الجماعة توصف في كل مكان وفي كل وقت بأوصافها وأنا أتشرف أن أكون مع منتفضي تشرين من غالبية الشعب في الفريق الثالث .

 

إرسال تعليق

0 تعليقات