سامح جميل
في مثل هذا اليوم11 سبتمبر1840م..
بريطانيا تقصف بيروت لإرغام محمد علي
باشا على ترك الشام.
فى 11 / 9 / 1840م بريطانيا تقصف مدينة
بيروت اللُبنانية لإرغام الجيش المصرى بقيادة ” إبراهيم باشا ” نجل محمد على باشا
علىَ الانسحاب و ترك الشام بأكملها فريسة للهيمنة العُثمانية ! …
بعد أن رفض ” سليمان باشا الفرنساوى ”
رئيس أركان الجيش المصرى آنذاك تسليم بيروت و الخروج منها دون شروط فاجتمعت الدول
الأوروبيّة و على رأسها انجلترا و النمسا و روسيا عام 1840م فى لندن و تمّ الإتفاق
مع الدولة العُثمانيّة ! على مُحاصرة الجيش المصرى فى بيروت لطرده من بلاد الشام
ثُم بدأت السفن و الأساطيل الإنجليزيّة و النمساويّة و العُثمانية أيضاً ! فى قصف
العُزل الأمنيين فى مدينة بيروت إبتداءاً من 11 سبتمبر عام 1840م و لمُدة 7 أيام
مُتوالية دون توقف أو انقطاع ! حيثُ دمّر القصف الكثير من المنازل و أحرق العديد
من المحال و الحوانيت التُجاريّة و قتل الأبرياء من المدنيين العُزل وسط صرخات و
توسلات و نداءات كثيرة و مُتعددة من اللبنانيين و لكن دون جدوى تُذكر ! …
و لقد ظل الجيش ” المصرى ” مُدافعاً عن
بيروت يشدُ من أزره أهلها الذين كانوا يميلون لتواجده و يفضلونه عن جيش الدولة
العُثمانية لسوء مُعاملة الأخير لهم علاوة على إرهاق الدولة العُثمانية لهم
بالضرائب التى كانوا يدفعونها إجباراً للباب العالى فى الأسِتانة و التى كان قد
ألغاها مُحمد على باشا طيلة فترة سيطرة الجيش المصرى على الشام لأنه كان يعتبرها
أمراً قد عفا عليه الزمان و لا تليق بحاكم يتطلع للمُستقبل أن يستمر فى فرض جزية
على شعبٍ يحكُمه …
غير أن صُمود المدينة و للأسف الشديد
لم يستمر كثيراً بسبب الضغط الدولى الذى لم يكُن ليتم دون مُباركة كاملة من الباب
العالى العُثمانى ! حتى إضطر الجيش المصرى للانسحاب حِفاظاً على المَدينة و ماتبقى
من المَدنيين و بذلك سقطت المدينة فى أيد العُثمانيين فى أوائل أكتوبر عام 1840م و
إنتهى الحُكم المصرى لبيروت و من ثمَ للشام بأكملها بعد أن أستمر طوال تسعة سنواتٍ
كاملة ! …
و جديرٌ بالذكر أن نتائج هذا الحدث قد
ألقت بظلالها على بداية إنقسام المؤرخين فى تقييم الدولة العُثمانية المُتمثلة فى
الباب العالى فبعد أن كانوا يُشيدون دائماً بها و ينعتونها دوماً ” بحامية حِمى
الإسلام و المُسلمين ” إنقلب الكثيرون منهم عليها و وصفوها بالدولة الوصولية
المُتأسلمة إذ كيف تتحالف مع الفرنجة التى كانت تنعتهُم دائماً بالكُفار ! ضد
حاكمٍ يقود جيشاً مُسلماً !
من أجل عودة سيطرتها على شعبٍ يكرهها و
على بلدٍ ذهبت فيه هيمنتها أدراج الرياح لتسعة سنواتٍ كاملة ؟!!
0 تعليقات