محمود جابر
فى بيان له نعى سماحة المرجع اليعقوبى احد المؤمنين المثابرين
العاملين وهو المرحوم الحاج نبيل عباس ( أبو ذر)..
وقال العقوبى فى بيانه : رحل عنا الليلة الماضية الرجل العامل
الصبور المثابر المضحي الخدوم صاحب القلب الطيب الحاج نبيل عباس المعروف بـ (ابي
ذر) رحمه الله تعالى واكرم مثواه، وكان رحيله بصمت كما كان عمله طيلة حياته فلم
يكن يتحدث عن إنجازاته الكثيرة والمتواصلة طيلة عشرات السنين بل كان عمله هو الذي
يتحدث عنه حتى ترك بصمة مباركة في بقاع كثيرة من خلال انشاء العشرات من الجوامع
والحسينيات والمدارس الدينية ودور السكن لطلبة العلوم الدينية والعوائل المتعففة
وتزويج ما لا يحصى من الشباب ومساعدة المحتاجين واطعامهم وكسوتهم ومعالجة مرضاهم
حتى صار ذكره الطيب على كل لسان.
وعن أيمان أبو ذر قال اليعقوبى : كان قلبه مفعماً بحب اهل البيت (عليهم
السلام) وولائهم متفانياً في إقامة شعائرهم والخدمة في مواكبهم مواظباً على زيارة
الامام الحسين (عليه السلام) ليالي الجمع وزيارة امير المؤمنين (عليه السلام) منذ
أيام البطش الصدامي، ولم يتوقف حتى في ظرف وباء كورونا والحظر.
تاريخه الرسالى :
واستكمل اليعقوبى نعيه للمرحوم وتاريخه فقال :
كان منذ عرفته في ثمانينات القرن الماضي رافضاً للظلم ثائراً
قريباً من المجاميع الجهادية ضد نظام صدام في ذروة طغيانه وجبروته كمجموعة الشهيد
حسين علوان اليعقوبي (استشهد هو ورفاقه سنة ١٩٨٨)
وفي التسعينيات حيث الحصار الجائر الذي أنهك الشعب المظلوم، كان
دائب الحركة في نقل المساعدات العينية والنقدية على دراجته النارية وتوزيعها على
المحتاجين، يعمل بكل حب واخلاص وهو فرح بتوفيق الله تعالى لهذه الاعمال الخيرية، انه
خير قدوة واسوة لمن يريد حرث الآخرة ويسارع الى الخيرات ونيل المكرمات، وكان
زاهداً في الدنيا لم تمتدّ عينه الى زخارفها، مؤثراً غيره على نفسه بما في يده.
وفاته :
وعاجله الموت وهو يقوم بإنشاء حوالي ٣٠٠ دار لطلبة العلوم الدينية
ضمن مدينة العلم الواسعة الضخمة في النجف الاشرف.
ولو كان الموت يقنع بالبديل لافتديناه منه بما شاء ليستمر في هذه
الاعمال المباركة ولكن الله تعالى اختاره لجواره فقبضه اليه راضياً مرضياً.
جاورت اعدائي وجاور ربه شتان بين جواره وجواري
لقد زاد حزني وألمي انه مضى من غير ان يودع بعضنا بعضاً فما كنت
احسب ان فايروس كورونا سينشب مخالبه فيه بهذه الكيفية وهذه السرعة ولا سلوة لي الا
الدموع التي اجريها من عينين قريحتين وقلب مكمد محزون.
اسأل الله تعالى ان يحسن وفادته وينزله منزلاً مباركاً مع اوليائه
الطاهرين ويخلف على أهله وذويه ومحبيه وان يهيئ من يواصل اعماله في البر والاحسان.
0 تعليقات