علي الأصولي
ورد الحث القرآني والسنتي على ضرورة التزام الدعاء وتعاهده
في جميع الأمكنة والأزمنة وعلى اي حال .. ومن هنا تجد ثمة أدعية مأثورة أخذت من
طريق القرآن الكريم تارة ومن تعاليم المعصومين(ع) تارة أخرى ..
غير أن الكثرة الكاثرة من الأدعية المروية بالطرق الإمامية
أما أن تجدها بكتب غير معتبرة أصلا أو أسانيد غير نقية ناهيك عن المشاكل المضمونية
التي تجدها هنا أو هناك ..
ولذا حاول المحققون من الفقهاء تجاوز هذه المحنة بعد توجيه
صناعي مفاده - يمكن قراءة الدعاء لا بنية الورود –
إلا ان كبرى هذا التوجيه يحتاج إلى الوقوف على صغرياته فهل
تقرا كل الأدعية بهذه النية مع القطع بوجود الأدعية المعتبرة أم اعتبار النية في
بعض الأدعية دون البعض الآخر منها ..
نعم: سوف تجد الإجابة أن النية تكون في خصوص الدعاء الذي
لم يثبت صدروه عن المعصوم ..
وهذه الإجابة كما ترى تحتاج إلى متخصص ومتابع لهذه الأدعية
بقضها وقضيضها .. وأي الفرد المنشغل في حياته ومشاكله وحثه على التتبع ..
ومن هنا نحتاج إلى وقفة طويلة لمعالجة هذه المشكلة بدل
التوجيهات الصناعية تلك ، وهذه الوقفة ليست باليسيرة بكل تأكيد ..
ولا بأس بعرض مثالا على ما ذكرناه أعلاه لإتمام الفائدة ..
كلنا يعرف الصحيفة السجادية ومضامينها العالية وقد بحث
العلماء في سندها وحققوا بها لا مزيد عليه ..
إلا أني أتوقف على ما جاء فيها تحت عنوان ( المناجاة ) والتوقف
لا يعني عدم اتخاذها مناجاة دعوية بقدر ما هو توقف في طبيعة انتساب هذه المناجاة
للإمام السجاد(ع) إذ أن المناجاة على الأرجح هي من كلام وألفاظ وسياقات المتصوفة
وأعني بهم متصوفة الشيعة ومن تأثر بالجو الصوفي .. وهذا الترجيح يمكن الوقوف عليه
بعد عرض المناجاة وأدعية أهل البيت (ع) الصحيحة .. ونصوص المناجاة ..
فالمجلسي الذي أورد هذه المناجاة ذكر أنه وجدها في احد
المخطوطات تنسب للإمام!
ولم يذكر العلامة
المجلسي هذا المخطوط ولا اعتباره الذي يمكن أن يشفع لها بالاعتبار ..
وبالجملة القدر المتيقن أن المناجاة ليست من إنشاء
الإمام(ع) ومع ذلك يمكن قرأتها لا بنحو الورود والأمر سهل ...
0 تعليقات