د.وائل الشهابي
١. خمس
صفات لموصوف
(صبور، مثابر، مضحي،
خدوم، القلب الطيب)
الصبر : من أهم العلامات التي يجب أن يتحلى بها
الرسالي فالدنيا دار بلاء وامتحان ومن دون الصبر ينهار الفرد ويفشل مشروعه وكلما
أزداد عملاً ازدادت المعوقات والصعاب وكلما كان الهدف عظيماً كان الوصول اليه أشق
وطريقه مليئاً بالصعاب أكثر فخير ما يستعين به الرسالي هو الصبر فقد قال تعالى
اسمه : إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ
الْمُحْسِنِينَ.
المثابرة : البداية في العمل الرسالي شيء الاستمرار
على العمل والإصرار عليه شيء آخر فالكثيرون يبدأون لكن الثبات والنجاح هو للمثابر
المجتهد الذي لا يعتني للمعوقات في طريقه بل يستمر على زخمه الرسالي بلا كلل او
ملل قال تعالى اسمه : الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ
جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ
وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
التضحية : التضحية تعتبر من أهم مميزات الشخص
الرسالي الصادق عن غيره خصوصاً عندما يضحي بأشياء يعتبرها الآخرون من لوازم حياتهم
ولا غنى لهم عنها ... فالتضحية بالمال رغم الحاجة له والوقت والراحة والنفس هي من
مقومات الرسالي التي تميزه عن الانتهازي الذي تجده لاهثاً وراء الحطام الدنيوي
مستزيداً منه مقاتلاً لأجله قال تعالى أسمه : الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا
وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً
عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ .
الخدوم : الكبير في نفسه وفي عزيمته الذي تصاغرت
الدنيا في عينه وعظمت الاخرة في نفسه وزهد في جاه الدنيا وزخرفها تجده خادماً
لغيره قاضياً لحوائجهم وهو الممنون كما يعبرون يعتذر عن التقصير في قضائها ويسأل
الاخرين العفو عن زلله وتقصيره وإن قام بالخدمة على أحسن وجه وهذا التواضع هو سيرة
الانبياء والأئمة عليهم السلام والصالحين على طول خط التأريخ . رُوِي عن رسول الله
(ص): "... مَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومَن فَرَّجَ عن مسلم كربة
فَرَّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومَن سَرَّ مسلماً ستره الله يوم
القيامة".
القلب
الطيب : إن خلو قلب العامل
الرسالي من الحقد والغل والنظر الى خلق الله تعالى على أنهم عبيد الله تعالى فإن
أطاعوا سعد بطاعتهم ودعا لهم وإن أذنبوا ستر عليهم ونصحهم وتألم لاجلهم . تراه
يألم لما يصيبهم ولا فرق إن كان المصاب قد أصاب ولياً له او خصم ... خصومته على
الحق لا تصنع الخصوم بل تصنع التنوع الذي يحبه فيه حتى أعداءه ... تراه لا يحمل
الحقد على من آذاه ويبادر لعذره ولا يحب ان يعتذر اليه ... تلك صفات الصالحين قال
تعالى : وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا
وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي
قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ.
رحم الله تعالى
الفقيد الحاج ابو ذر وجعلنا الله وأياكم ممن يأخذ بسيرته وينتهج منهجه
الأول من تشرين
٢٠٢٠م
0 تعليقات