د.أحمد دبيان
كان للخيانة دور كبير فيما لحق
بالعرابيين من هزيمة، ومنذ ذلك الحين شاع مثل شعبى مصرى يقول: «الولس كسر عرابى»
(وكلمة الولس هذه تضمنت تأويلين الأول أنها مشتقة من اسم القائد الإنجليزي (ولسلى)
ومشتقة من الصفة المصرية (مولس) بتشديد اللام أي خائن).
وممن خانوا عرابى في هذه المعركة رئيس
الحزب الوطني محمد باشا سلطان، والد هدى هانم شعراوي الذي وزع الذهب على بدو
الصحراء الشرقية، وعلى رأسهم سعود الطحاوى الذي كان مرشدا لعرابي وجاسوسا عليه،
وعلى يوسف الشهير «بخنفس» وعضو مجلس النواب وجد احد الإعلاميين الحاليين صاحب احد
القنوات الفضائية التى تتمسح بالفرعونية السيد بك الفقى .
ويقول الكاتب تشارلز رويل فى كتابه
المنشور عام ألف وتسعمائة والمعبر عن وجهة النظر البريطانية ،
كتاب
The Egyptian Campaigns of 1882 -1898
الحملات المصرية من ١٨٨٢ -١٨٩٨
والجامع فيها لأحوال ووقائع الحملة ضد
أحمد عرابى وجيشه و جيش الدراويش او محمد أحمد الملقب بالمهدى فى السودان .
واصفاً الأحوال فى مصر بعد سقوط حامية القاهرة فى القلعة بالخيانة واستسلام
العرابيين بعد إيثار المجلس الوطنى عدم حرق القاهرة كأسلوب دفاع عسكرى فعال وقتها
استخدمه الجنرال كوتزيف فى حرب روسيا ضد غزو نابليون .
يقول تشارلز رويل :
بعد هزيمة أحمد عرابى اصدر الخديوى
توفيق قراراً بحل الجيش المصرى ،
وقام باستعراض الجيش الانجليزى والقوات الهندية المشاركة ، فى نفس الساحة فى قصر
عابدين والتى قام فيها عرابى باستعراضه العسكرى المشهور تاريخياً بمظاهرة عابدين ،
تم الاتفاق بواسطة المستشارين الانجليز لدى الحكومة المصرية بالتنسيق مع الجنرال
ولسلى بتخفيض عدد قوات حكومة جلالة الملكة ، الى اثنىً عشر ألف جندى مقابل الدفاع
عن المحروسة التى أصبحت بلا جيش ، بتكلفة شهرية تتحملها الحكومة المصرية تبلغ أربعة
جنيهات استرلينية عن المقاتل الواحد اى ثمانية وأربعين الف جنيهاً استرلينيا
شهرياً خلاف تكاليف الحملة ذاتها التى هزمت الجيش المصرى والعرابيين .
0 تعليقات