هادي جلو مرعي
العالم يتغير بسرعة،
وكما يقول صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر: الشرق الأوسط يتغير بسرعة. فمن كان يصدق
إننا وصلنا الى مرحلة تحلق فيها طائرات شركة العال الإسرائيلية فوق الكعبة،
والمدينة المنورة، فيهتز بفعل أنين محركاتها قبر الرجل الذي قال يوما: أخرجوا
اليهود من جزيرة العرب؟ وتحط في مطارات الخليج كما لو أنها تقوم برحلات داخلية.
الرئيس الفرنسي زار
بيروت مرتين خلال شهري أوغست وسبتمبر، ومن بيروت إنتقل الى بغداد، وبعض الذين
يكرهون إيران فرحون ظنا منهم انها محاولات صادقة من الرئيس الشاب لإزاحة إيران، مع
إنه بدأ ينحاز الى فكرة تحييد طهران، وهي الفكرة التي أغضبت واشنطن، ويتجاهل هولاء
أن الرئيس يعاني من وجع في الخاصرة وهو تمثيل لماتعانيه أوربا من جهة الجنوب
والشرق في مواجهة التغلغل الروسي الخطير على طول سواحل المتوسط، بالتزامن مع توترات
تثيرها تركيا التي تهدد أوربا باللاجئين، وتسيطر على شمال قبرص، وتنقب عن النفط
والغاز، وتنازع في ذلك اليونان، وتدعم إخوان ليبيا في طرابلس، وقد انشأت قواعد
عسكرية هناك، وهي تمد أذرعها في سوريا ولبنان، ومناطق من إفريقيا، عدا عن تدخلها
العسكري المباشر في الأراضي العراقية والسورية، وقصفها المستمر للقرى والمواقع
التي ينشط فيها عناصر حزب العمال.
كان الرئيس ماكرون
يتمنى لو أنه يستطيع زيارة دمشق، والتشاور مع القيادة السورية، والعمل معها ضد
طموحات أوردوغان، ولكن الظروف الراهنة لاتساعد على ذلك بالرغم من ان حلفاءه في الملف
الليبي، وملف شرق المتوسط كمصر والإمارات والسعودية تقدموا بخطوات نحو نظام الرئيس
الأسد لزيادة الضغط على تركيا التي ترغب في مزيد من السيطرة، والتمدد سياسيا واقتصاديا،
وهو مايزعج الأوربيين كثيرا خاصة وإن محورا جديدا يتشكل، ويضم روسيا وإيران
وتركيا، وشعاره تقاسم تركة (الرجل المريض) مع تراجع النفوذ الأمريكي، وإنكفاء
أوربا غير الموحدة، ومتباعدة المواقف.
لا أرى أملا للرئيس
ماكرون في تحقيق مايصبو إليه من القادة العراقيين موزعي الولاءات والطموحات، الذين
لايستطيعون الخروج بموقف موحد يمثل العراق، ورؤيته للتطورات في المنطقة، والحقيقة
إن القرار ليس بيد القادة السياسيين، وهناك وقت طويل قبل أن نصل الى مرحلة القرار
السيادي الكامل.
0 تعليقات