زعم بعض الملاحدة كالمدعو نبيل فياض و راشد سرمد و غيرهما، ان
القرآن الكريم قد اخطأ بتسمية مريم بأنها ابنة عمران، و قالوا بزعمهم ان كاتب
القرٱن اشتبه بين المريمين:
- مريم ام المسيح عيسى عليه السلام
-
مريم اخت موسى، بنت عمران
والجواب على هذه الشبهة ان يقال ان القرٱن لم يخلط بين الشخصيتين،
لانه كان يوجد أكثر من شخص من بني إسرائيل، كل منهم اسمه "عمران" وكل
واحد منهم له بنت اسمها مريم، وبينهما فترة زمنية طويلة تمتد عدة قرون وهما كالٱتي:
1- مريم/ مريام
ابنة عمران اخت موسى، واسم مريام عبري. فيكون عمران هذا هو والد نبي الله موسى
ونبي الله هارون عليهما السلام، والدليل على أن والد موسى اسمه عمران ما أخرجه
الحاكم عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "موسى
بن عمران صفي الله"،
وما أخرجه مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "مررت ليلة أسري بي على موسى بن عمران عليه السلام"،
فنسب رسولنا صلى الله عليه وسلم موسى عليه السلام إلى أبيه عمران.
وربما كان والد موسى هو أول من تسمى بهذا الاسم، ومن ثم تسمى به من
بعده للتبرك. و اما في ما يسمى بالعهد القديم فقد جاء ذكر اسمه عَمْرَامَ.
وقد أشار القرآن إلى أسرة عمران: فذكر امرأته و ما فعلته عندما
أنجبت ابنها موسى، وقد أشار القرٱن ايضا لابنته التي أمرتها أمها بمراقبة تابوت
أخيها موسى من دون ذكر لاسمها.
قال تعالى:" وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ
كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ
لَا يَشْعُرُونَ".
أما في العهد القديم المحرف، فقد ورد ذكر اسم اخت موسى و هارون:
"مريم"/ مريام، كما في سفر الأخبار الأول.
2-مريم ابنة عمران أم عيسى عليه السلام، و هو اسم سرياني معناه
"أمة الله".
وقد نسبها الله عز وجل لابيها عمران فقال :"وَمَرْيَمَ
ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا" -التحريم: 12-
وأكد على ذلك بقوله: "إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ
إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا" -آل عمران: 35-
و قد فصل القرٱن في قصة مريم ام عيسى عليه السلام فذكر ان امها لما
وضعت ابنتها مريم عليها السلام، أرسلتها للخدمة في بيت المقدس، حيث أنها نذرت لله
إن رزقها الله ولدا أن تجعله في خدمة بيت المقدس، فلما وضعت أنثى، أوفت بنذرها
وأرسلتها للخدمة أيضًا، فكفلها سيدنا زكريا عليه السلام، وهيَّأ لها مكانًا تتعبد
فيه في بيت المقدس، لا يدخله سواها، فكانت تعبد الله فيه. قال تعالى:
"فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا
وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ
وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ
عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ".
فان كان كاتب القرٱن بزعم هؤلاء قد خلط بين مريم اخت موسى و مريم
ام عيسى فكيف لم ينتبه انها كانت معاصرة ليحي عليه السلام، وغفل ان يحيي لم يعاصر
موسى عليه السلام؟
وقد علل هؤلاء الملاحدة ان هذا الخلط الواقع في القرٱن بزعمهم هو
بسبب تسمية كاتب القرٱن لوالد مريم ام عيسى: " عمران".
والجواب على هذه الشبهة ان يقال أن الأناجيل المعتمدة عند النصارى
لا تذكر اسماً لوالد مريم أم المسيح، فلا مانع عقلا أن يكون اسمه عمران، والا فقد ورد
" في إنجيل يعقوب الطفولي Gospel of James
الأبوكريفي، وهو مرجع غير معتمد عند النصارى، ان اسم والد مريم هو
" يوياقيم"/"يواكيم" / "يواخيم".
و معنى اسم "يواخيم" بالعبري هو
"عمران"بالعربي بدليل ما جاء في مقال بعنوان: "القدّيسان الصدّيقان
يواكيم وحنّة جدّا المسيح " قالول فيه : يواكيم “يواخيم” Joachim.
إسم عبري من كلمتين: "يهوه" وفعل "خيّم" الذي يأتي بمعنى نصب خيمته وأقام مسكنه، وأيضًا أقام أسسًا وعمرانًا". انتهى
راجع الكتاب المسمى: الأسطورة المسيحية للراهب بحيرا لوليد البعاج
0 تعليقات