د. محمد ابراهيم
بسيوني
أدى تخفيف العديد من
الدول لإجراءات الحجر الصحي إلى ارتفاع جديد في عدد المصابين بفيروس كورونا
المستجد، مما فتح الباب أمام الحديث عن "موجة ثانية" من الجائحة. ويأتي
هذا الحديث بعدما حذرت منظمة الصحة العالمية، من التهاون في مواجهة انتقال عدوى
فيروس كورونا المستجد.
وقالت المتحدثة باسم
المنظمة، مارغريت هاريس "ستكون موجة كبيرة واحدة. سوف تتفاوت علوا وانخفاضا
بعض الشيء، وأفضل ما يمكن فعله هو تسطيح الموجة وتحويلها إلى شيء ضعيف يلامس قدميك".
يتحدث علماء
الفيروسات عن حقيقة أن كورونا لم يكشر عن أنيابه بعد، والسؤال المقلق حقيقة هو: هل
كانت تلك الموجة العاتية التي ضرب بها كورونا العالم في الربيع الماضي مجرد جولة
إحماء بسيطة لسباق محتدم السخونة مع الفيروس هذا الشتاء؟
هذا التساؤل في محله
لأننا لا زلنا في بداية الشتاء، ومع انتشار حالات الزكام سيجد كورونا طرقاً
للانتشار، قد تحصل أيضاً بعض التغيرات البيولوجية لتسهم في الانتشار.
من المبكر الحديث عن
احتمالية تحول نمط انتشار الفيروس من جائحة إلى فيروس موسمي (يخف في مواسم وينشط
في مواسم أخرى).
موسمية هذا الفيروس
غير معلومة لأنه لم تمر سنة كاملة ولا ندري هل هل سيتخذ النمط الموسمي أم لا؟
لو أصبح كورونا
موسمياً فسيعني ذلك أن الموجة السابقة في الربيع كانت مجرد مقدمة لتسونامي من
الإصابات في هذا الشتاء.
نستطيع المقارنة
بفيروسات كورونا الزكام الأربعة
NL63, 229E, OC43, HKU1
تقع موسمية فيروسات
كورونا الزكام غالباً في ثلاثة أشهر (نوفمبر، ديسمبر، يناير).
في دراسة حديثة بمجلة
الأمراض المعدية عن الإصابة بكورونا الزكام في 21 دولة، وجدت أن انخفاض درجة
الحرارة والارتفاع النسبي في الرطوبة كان مقترن بارتفاع حالات كورونا الزكام.
AbstractBackground. The ongoing pandemic of coronavirus disease 2019
(COVID-19) caused by the sever
هذا التخوف مقرون
بمجموعة من الحقائق:
1- يسجل العالم الآن
مليون إصابة كل 3 أيام، بل تم تسجيل 465 ألف حالة في يوم واحد هو الأحد الماضي 25
أكتوبر كأعلى رقم من بداية الجائحة.
2- حسب منظمة
الصحة فإن العدد الحقيقي للإصابات هو 760 مليون ما يعادل (10%) من سكان الأرض (اللاأعراضيين).
3- معدل انتشار
العدوى R0 وصل إلى R0=3 بمعنى أن الشخص الواحد ينقل العدوى إلى
ثلاثة.
4- عودة الفيروس إلى
أوروبا مقلق جداً وارتفعت نسبة الإصابات إلى 35% بتسجيل 700 ألف إصابة أسبوعياً.
5- تسجل بريطانيا
يومياً 20 ألف حالة، وسجلت فرنسا 42 ألف حالة في أحد أيام الأسبوع الماضي.
فرضت بعض الدول
الأوروبية حظراً كلياً مثل ايرلندا ومقاطعة ويلز، وبعضها الحظر الجزئي كما في
فرنسا وبلجيكا وسلوفينيا وإيطاليا.
هذا الفيروس وُجد
ليبقى ولا يمكن أن يكون الحجر حلاً لقطع سلاسل الانتشار، كما وَجَدَ الفيروس طريقه
للبشر في المرة الاولى سيجد عدة طرق في المرات القادمة ..
تلك الدلالات الرقمية
في أوروبا تعطي استشرافاً لمستقبل انتشار الفيروس والخسائر المحتملة هذا الشتاء
إذا، لا قدّر الله، انتشر الفيروس في
مناطقنا مثل انتشاره الآن في أوروبا والهند.
ختاماً، لابد من
الاستعداد للسيناريو الأسوأ والأمل بأن الجميل قادم من رب العالمين.
0 تعليقات