مهندس حسني الحايك.
هذا وكان بعض أعضاء مجلس العموم البريطاني يعتقد أن قناة السويس هي
مشروع فرنسي لا يصح لبريطانيا أن تشارك فيه.. لكن رئيس الوزراء ديزرائيلي قال في
مذكراته, إن هذا الرأي كان منذ البداية يعبر عن قصر نظر لا يغتفر للمسئولين عنه
حينها, لأن قناة السويس أقرب طريق إلى المستعمرات في الهند (مستعمرات مملكة
التاج).
وعلى بريطانيا أن تعوض الآن ما فاتها بشراء حصة تُقارب النصف في
شركة قناة السويس وهي حصة مصر.. هذا وكان بعض الأعضاء قد تخوف من أن شركة قناة
السويس اشترطت لكي تعطي حصة لخديوي مصر.
أن تكون أسهمه صامتة ليس
لها حق في التصويت في مجلس إدارة الشركة. الأمر الذي سيسقط هذه الشروط بشكل آلي
على الحكومة البريطانية التي سوف تشتري نصيب مصر في القناة...
فرد ديزرائيلي على هذا التخوف, قائلا:" الأعضاء المحترمين
الذين أشاروا إلى أن الحصة المصرية صامتة ينسون أنها عندما تصبح في يد الحكومة
البريطانية فإنها سوف تكتسب بالضرورة مقدرة على النطق, وبالتالي على حق
التصويت" ..
وهكذا وضعت عائلة روتشيلد
أياديها القذرتين على مصر تخرب فيها كما تشاء. وتأسس فيها أحزاب مختلفة التوجهات,
وتنشأ في فلسطين نواة المغتصبات التي كانت تديرها في البداية الإرساليات
التبشيرية, وتغذي ما أصطلح على تسميته نهضة الشرق, أو غربنته... هذا وبعد أن أصبح
الخديوي إسماعيل عبئاً ثقيلا على المرابين اليهود.
قام ديزرائيلي بتشكيل لجنة تحقيق أوروبية أجبرت الخديوي بالتنازل
عن مائتي ألف فدان من أطيان أسرته, كما أجبرته على أن يتنازل عن الحكم لابنه
الماسوني محمد توفيق.
فكان الخديوي الجديد يشغل منصب الأستاذ الأعظم للمحفل الماسوني
الوطني المصري الأكبر.
كما كان نائبه وزير العدل المصري حسين فخري من أركان الماسونية في
مصر.. وبهذا الثنائي الشيطاني إطمأن المرابون اليهود بأن خططهم في إفساد الأزهر
والنخب المصرية من حينها لم يعد يخشى عليها, كما أن خططهم في اغتصاب فلسطين أصبحت
في مأمن بعد ان تشكل لها قاعدة لتحقيق إقامة الكيان الصهيوني!..
فإنتشرت في عهد الخديوي محمد توفيق المحافل الماسونية بشكل واسع,
بعد أن أدخلت معظم النخب المصرية في صفوفها, والتي مازالت رموزها المستنسخة تتكرر
حتى يومنا الحاضر بأقنعة ووجوه عديدة ومختلفة... وتخلى بعد ذلك الخديوي توفيق عن
رئاسة المحفل, وسلمها إلى الماسوني النشيط إدريس بك راغب.
وتظهر الصورتين التاليتين الخديوي توفيق, وإدريس بك راغب بالزيّ
الماسوني...
0 تعليقات