آخر الأخبار

هل كان النبىّ مُحمد فقيراً ؟!

 

 

 


 

 

 

 

 

كم استخدم شيوخ الوهابية والسلفية وحتى كثير من دعاة الأزهر الشريف الدين لأغراض سياسية واجتماعية خاصة ، بل وتصل حد الإساءة لو كانوا يعلمون ( الذين ضلَّ سَعيّهم في الحياة الدنيا وهم يَحسبون أنهم يُحسنون صنعا ) ، ومن ذلك ترويجهم لفكرة أن النبىّ مُحمداً صلى الله عليه وسلم عاش ومات فقيراً ، يربط الحجر على بطنه من الجوع ، وتمضى الأيام الطوال دون أن توقد فى بيته نار للشواء ، وأنه كان يُرقع ثوبه ، ويرتق حذاءه ، وكان ينام على حصير حتى تأذى جسده الشريف ، وأنه مات ودرعه مرهونة عند يهودى !! .

 

وهذا كله كذب صراح ومحض افتراء وتضليل ، يهدف إلى إجبار الناس على تقبل فكرة الفقر والجوع ، والاستسلام لها ، والرضوخ لحالة العَوز والاحتياج ، وعدم الاعتراض على ذلك مادام النبىّ نفسه قد عاش ومات فقيراً محتاجاً !! .

 

وأنا أقول واثقاً مُطمئناً أن النبىّ مُحمداً كان ثريّاً ثراءً كبيراً، وهذا لا ينقص من قدره أبداً ، وأنه مات تاركاً ثروة ضخمة تربو على طن من الذهب ، كما ورد فى كتاب المسعودى ( مروج الذهب ) !! .

 

كما أنه ترك تسعاً من النساء هن أمهات المؤمنين ، مُحرّمٌ عليهن الزواج من بعده ، فأنّى لهن العَيّش الكريم إذا كان هو قد مات فقيراً كما يزعمون !! .

 

وقد تغافل هؤلاء أن النبى كان لديّه من الخدم والموالى مايزيد عن الثلاثين خادماً ، رجالاً ونساءً ، لكل منهم مهمة خاصة ، حتى كانت أم أيمن وابنها مُختصيّن بمَطهرة النبىّ وقضاء حاجته ووضوئه ، وعبد الله بن مسعود حامل نعله وسِواكه، وثوبان لناقته !! .

 

وكانت بيوت النبى مَطعماً للصحابة، يَرِدون إليها فيأكلون ويشربون متى احتاجوا ذلك، تطبيقاً للآية الكريمة الثالثة والخمسين من سورة الأحزاب ، والتى تقول ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبىّ إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين ..... ) إلى آخر الآية الكريمة !! .

 

كما يحق لكل عاقل أن يتساءل ، كيف يكون النبىّ فقيراً مُعدماً وحواليّه كبار الصحابة هم من أغنى أغنياء العرب ، وكيف سيرضون بذلك على نبيّهم ، وفيهم عبد الرحمن بن عوف الذى كان الرجال يقطعون الذهب الذى تركه بالفئوس حتى مَحَلت أيديهم ، وفيهم عثمان بن عفان الذى جهّز جيّش العُسرة وحده ومن ماله ، وعمرو بن العاص الذى خلف عند موته مائتى قنطار من الذهب ، وطلحة بن عُبيّد الله الذي كان فى يده خاتم من الذهب المرصع بالياقوت الأحمر ، وزيد بن ثابت ، وغيرهم كثير من صحابته صلى الله عليه وسلم !! .

 

وما الحكمة أن يترك الله نَبيّه المُصطفى وسَيّد البشر فقيراً يتسوّل ، أو يعيش عالة على أصحابه ، وهو القائل له ( ووجدك عائلا فأغنى ) ، وأحلّ له خُمس الغنائم من الحروب والغزوات ، ناهيك عن الثروة الطائلة التى آلت اليه من تجارة السيدة خديجة بعد وفاتها !! .

 

لكن يبدو أن فكرة التقشف والزهد قد تسللت إلينا من نظام الرهبنة فى الديانة المسيحية ، واتخذها بعض المُتصوّفة طريقاً للوصول إلى الله ، والذوبان فى عشق ذاته العَليّة ، وهو مَسلك فرديّ خاص لاغبار عليه لمن يحتمله ويطيق مَشقته وعذاباته !! .

 

فليكف مشايخ السلاطين عن الترويج لفقر النبىّ ، تبريراً لعجز الحُكّام وفسادهم ، فما ينبغى للنبىّ ذلك ، فهو الغنى بالقرآن والعقل والروح والأخلاق والقلب والسلوك ، وبالمال أيضاً ، ولا ضرر في ذلك ، صلى الله عليه وسلم !! .

 

* مأمون الشناوى *

 

إرسال تعليق

0 تعليقات