آخر الأخبار

المعارك الصائبة فى الواقع العثر

 




 

محمود جابر

 

ماذا تملك أن تفعل فى عقول قوم طمست، فلا تعرف حقا من باطل، ولا تعرف من المظلوم الجائع أم الشبعان، ولا تعرف فضلا لعلى ولا تعرف عيبا لمعاوية، لا تعرف أن النعال التي تركت على سيطرات كربلاء تدل دلالة لا يخطئها البصر والبصيرة أن أصحاب هذه النعال لهم الحق فى فعل كل شىء وقول كل شىء، كل الكفر بالله – والعياذ بالله – لهم حق فيه وهم ليسوا متهمين بل المتهم من أكفرهم ....

 

وأرجو وأنت تقرأ لا تنتفخ عليا، نعم إنهم معذورون إن كفروا، وهذه من أقول الصحابي الجليل أبو ذر قال : " إذا ذهب الفقر إلى بلد قال له الكفر خذني معك " ..

 

وليس الفقر كفرا فحسب، بل هو الموت الأكبر، كما قال الإمام علي بن أبي طالب ع، موت للعقل والروح والجسم، فلا صحة ولا علم، ولا فضيلة مع فقر، فالجهاد للقضاء على الفقر أفضل من كل جهاد عند الله سبحانه، لأنه جهاد في سبيل الإيمان بالله والعمل بشريعته وأحكامه.

 

فهذه النعال توضح مستوى المعيشة وتوضح من الصادق ومن الكذب وتوضح كيف أن اللصوص استعبدوا أحرار العراق حتى أهانوهم بهذه الطريق النكراء ....

 




**

 

المعارك الصائبة هى التى يتمتع صاحبها بالحق فى خوض معركته، ولكن خوض معركة فى زمان غير زمانه وفى أرض غير أرضه، ومع أناس لا يرعون الله ...

 

ولما كان حدث الأمس فى الأربعينية حدث بين جنبات المقدسات فإن النماذج التى سنذكرها فى هذا المقال من هذا الصنف ...

 

المعركة الأولى : معركة الحسين

بعد عن معصومية الحسين أو عدم معصوميته، ولكن رجاحة عقله وحلمه وعلمه ليس محل شك عند كل مسلم ...

 

بلغ يقين الحسين ان السلطة الأموية تعتزم تنصيب من لا يستحق ان يكون حاكما على رقاب المسلمين، وان السلطة تخطط لإجبار الحسين على البيعة او الاغتيال خفية، ثم يدور القصاصين فى البلاد يحكوا كيف ان الحسين ذهب حبوا إلى يزيد مبايعا وفرحا، ومغتبطا بتنصيبه – خليفة .

 

أو ان يقتل غيلة ويدور القصاصون فى البلاد يقولون أن الحسين مات فرحا بمناسبة تنصيب يزيد، او مات فى مشاجرة على خطبة فتاة ...

كان الوقت وقت الحج، ولو بقى الحسين فى مكة لانتهكت حرمات مكة، واستبيحت، ولسارت سنة يستن بها من بعده ان الحسين جعل من ساحات مكة ميدان للمعركة ... وليس الحسين كغيره، فهو ممن يستن به بعكس غيره...

خرج الحسين فى معركة صائبة فى زمن عثر حتى قتل هو جل أصحابه وأهله ....

 

موت الحسين فى كربلاء .... أوجع أو اقلق مضاجع الأمة وأيقظ ضميرها الذى مات .... وابعد بيت الله تعالى الحرام عن القتل، حتى يعظم شاعر الله – الحج- وحتى يكون واقفا عند حد قول الله تعالى( ومن دخله كان آمنا)...

 




***

المعركة الثالثة: الزبير وعبد الملك بن مروان

 

ولا تتعجب فالثانية سنذكرها فى آخر المقال ...

 

المعركة الثالثة هى معركة عبد الله بن الزبير مع عبد الملك بن مروان حيث اتخذ عبد الله الزبير من الكعبة حصنا وقاعدة لتحصن وجعلها عبد الملك قاعدة للتنشين بالمجانيق حتى انتهكت حرمات الله من قبل الأول والثاني على التوالى وليس التوازى ... فالجرم يلحق بالأول قبل أن يلحق بخصمه لاحقا .

 

****

المعركة الرابعة ....

انتفاضة فبراير / شباط 1977 ( انتفاضة صفر) :

 

 (صدام گله للبكر.. ترى حسين منعوفه)

 

 (يصدام شيل أيدك.. هذا الشعب ميريدك)

 

(هالله هالله حسين وينه.. بالسلاح مطوقينه)

 

(هالله هالله حسين وينه.. بالرصاص مهددينه)

 

بهذه الشعارات انطلقت الانتفاضة فى مدينة كربلاء، ما أدى إلى حالة من عسكرة المدينة وقتل المتظاهرين .....

 

فمن كان على خطأ ومن انتهك حرمة كربلاء ؟!!

 

***

 

حادثة الحرم المكى 1979 م ( جهيمان العتبى)

 

جهيمان العتيبى احد قادة جماعة الإخوان، وهذه الجماعة التى ساهمت فى تأسيس سلطنة نجد والحجاز والعربية السعودية، قبل ان يفتك عبد العزيز بقادتهم، ويدجن من بقى منهم داخل دولاب السلطة، فعد ان تولى الملك خالد بن عبد العزيز بدأت جماعة الإخوان تعيد نشاطها بقوة، ووجدت ان السلطة السياسية خرجت من حدود الشرع بالاتفاق مع الأمريكان وعدم تطبيق الشرع الحنيف تطبيقا صحيح، من هنا قررت جماعة الإخوان عمل انقلاب فى المملكة تكون قاعدته مكة المكرمة ويكون مركز عملياته بيت الله الحرام، فتم إنتاج تجربة عبد الله ابن الزبير وعبد الملك بن مروان وجرت الأمور على ما جرت عليه سابقا..

 

السلطة السعودية استقدمت قوات فرنسية لاقتحام الحرم وتصفية قادة الثورة...

بعد ان ادعت السعودية أن جهيمان العتيبى ادعى انه المهدى ...

 

بعدها صرح الخميني من إيران بأن الولايات المتحدة الأمريكية تقف وراء هذه الحادثة، وقد تسببت تلك المزاعم في سريان حالة من الغليان في المنطقة.

 

الجموع الغاضبة اقتحمت مبنى السفارة الأمريكية في العاصمة الباكستانية إسلام آباد في اليوم التالي لبدء العملية وحطمته تماماً ثم أحرقته...

 وفي 13 محرم 1400هـ الموافق لـ 2 ديسمبر 1979م أحرق متظاهرون ليبيون مبنى السفارة الأمريكية في العاصمة الليبية.

جرى هذا بعد اختفاء موسى الصدر فى ليبيا قبلها بعام !!

 



***

 

أخيرا وليس آخرا ( المعركة الثانية )

 

وهى نموذجا امثل للمعارك الصائبة فى الزمن العثر، صبية وشباب وقطعا لم يمتلكوا لا خبرة الحسين ولا دهاء سياسي المنافى والفنادق والمقاهى والسفارات ....

 

عقد الصياد عزمة على أن يصيد الفريسة فى يوم السبت دون أن يسبت ....

 

شباب ثورة تشرين منذ اندلاع الثورة متهمون بأنهم فاسقون شراب خمر، عصاه إلى آخر القائمة التى أولها أنؤمن لك وتبعك الأرذلون .. وإن هم إلا شرذمة قليلون وأنهم لنا لغائظون  ...

 




استدراج بين .....

 

الشباب لم يدخر وسعا أن يثبت باليمين والعظيم انهم فقراء معدومين مؤمنين من أبناء طين هذا البلد من جنوبه العاشق للتراب الساجد عليه منذ نعومة أظافرهم....

ومن سوء طالعهم، وحسن طالع الطرف الآخر ان تلح الذكرى الأولى للثورة مع أربعينية أبى عبد الله الحسين ...

 

ونتيجة للطرق الإشعاعات على رؤوس المتظاهرين قرروا – بعد ان جرى استدراجهم – ان يثبتوا للشارع العراقي وللناس أنهم أبناء برره للوطن وللدين وللمذهب فقاموا بعمل موكب أو مواكب بأسماء شهداء الثورة وانطلقوا ....

وهنا لم يجد الصياد فرصة أعظم من هذا حتى تقع الفريسة فى شباك السلطة وبين أنيابها .....

 

ولكن (النعال) تقول لكل أعمى هؤلاء من يا عميان الأبصار ....

 

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات