آخر الأخبار

توهمات بعض العرفاء

 

 


 

علي الأصولي

 

 في البحث العلمي لا قيمة إلا للأفكار مع فرض الاحترام للأسماء مهما كان وزنها الاجتماعي أو وزنها في نظر أتباعها وعلى ذلك جرت سيرة العلم وأهله .. نقل في كتاب - الروح المجرد - عن السيد الحداد هاشم .. انه في أيام محرم الحرام تبدو عليه ملامح الفرح والسرور ونحو ذلك .. ويعلل ابتهاجه هذا وما صار إليه أن يوم عاشوراء هو يوم الظفر والورود إلى حريم الله وهو يوم سرور أهل البيت (ع) انتهى : وكما ترى أن هذا التعليل لم يستند على مستند شرعي من كتاب وسنة بل هو خلاف الفطرة الإنسانية والعاطفة الجياشة في مثل هذه الأمور .. وهو بالتالي انطلق وهذه الرؤية من زاوية عرفانية حسبها صحيحة .. نعم: لا كلام وان الإمام الحسين(ع) ظفر بالفتح بل كل من كان معه واستشهد وكل بحسبه .. ولكن هذا لا يعني أننا نفرح في موقع يقتضي التكليف الشرعي الحزن والبكاء عليه وإظهار الجزع والتجزع على ما آلت إليه نتائج كربلاء ..

 

ولا أدري كيف فهم السيد الحداد أن أهل البيت (ع) يوم عاشوراء فيه سرورهم!

 

 وعكس المدعى أدل كما في النصوص ( أن يوم الحسين اقرح جفوننا .. إلى أن قال .. كان أبي اذا دخل محرم لا يرى ضاحكا ... الخ ) كما في رواية الشيخ الصدوق عن ابن مسرور عن ابن عامر عن عمه عن إبراهيم بن أبي محمود عن الرضا (ع) .. وغيرها من النصوص ذات الصلة كما في كتاب - كامل الزيارات - فلا يقدم ذوق عرفاني على ذوق أهل البيت(ع) بحال من الأحوال ... وبالجملة، لا يمكن وصف ما نقل على السيد الحداد إلا كونه من التوهمات في أحسن الفروض والى الله تصير الأمور....

إرسال تعليق

0 تعليقات