آخر الأخبار

تعاقب الاجيال بين الحتمية والسنن الشرطية

 

 


 

رضا العامري

 

تعرف الحتمية بأنها فرضية فلسفية تقول ان كل حدث في الكون بما في ذلك إدراك الإنسان وتصرفاته خاضعة لتسلسل منطقي سببي محدد سلفا ضمن سلسلة غير منقطعة من الحوادث التي يؤدي بعضها الى بعض وفق قوانين محددة ،يؤمن البعض بأنها قوانين الطبيعة في حين يؤمن آخرون بأنها قضاء الله وقدره الذي رسمه للكون والمخلوقات.

 

وبالتالي فنظرية الحتمية يمكن تبنيها من قبل اشد الناس الحادا وتمسكا بالقوانين العلمية ،كما يمكن تبنيها من اشد الناس إيمانا وقدريا.

 

ولا أود الخوض أكثر في أشكال وأنواع الحتمية وتفاصيلها كالحتمية السببية وحتمية النواميس الطبيعية وكذلك الحتمية الإلهية وغيرها إنما من بعد هذه المقدمة يتضح بأن الحتمية يتبناها كل من الماديين والإلهيين لو صح التعبير وفق ما ينسجم مع افكار كل من الاتجاهين

فالمؤمنين يرون بأن كل مايجري في الكون هو من تدبير وتقدير الخالق الحكيم اما الاتجاه المادي يرى بأن قوانين الطبيعة هي الحاكمة.

 

أما السنن الشرطية وهي مفهوم قرآني ورد في الكتاب الحكيم وهو يربط السنن القابلة للتغيير ومشروطة بإرادة وفعل وحركة الإنسان يعني التغيير المشروط بفعل وحركة المجتمع وهو ما ورد في الآية الكريمة ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..

 

وكذلك الآية الكريمة وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءا غدقا.. وغيرها من الآيات الكريمة.

 

النظرية المادية ومن أشهرها الديالكتيك يعتقد بضرورة التغيير وفق ارادة وحركة وفعل الشعوب ولكن لايسميها بالسنن الشرطية انما تفاعلات قوانين الطبيعة تنتج ديناميكية وحركة الشعوب وفق الحتمية او الضرورة التاريخية حسب الشخص المنظر لكل منهما لذلك يقسمون المجتمع الى صراع طبقي بين طبقتين ينتج طبقة ثالثة تسمى بطبقة البرولتياريا الى ان تتطور فتصل الى الاشتراكية ومن بعدها الشيوعية باطوراها الى ان تصل الطور الشيوعي الاعلى ليتحقق المجتمع السعيد.

 

وهي بعكس الاتجاه الغربي الذي يعتمد رأس المال والتكنولوجيا شرط اساس للتغيير ولست هتا في وارد محاكمة الاتجاهين ومن الاتجاه الذي فشل او نجح ولكن من بعد هذه المقدمة الطويلة التي اردتها مدخلا لموضوعي وهو سلسلة تعاقب الأجيال من المنظور الاجتماعي والسياسي العراقي لهذه المرحلة اعني مرحلة ما بعد سقوط النظام البائد في العام ٢٠٠٣ وما بعدها حتى يومنا.

 

فمن حيث النظرية او الفكرة التي تم اعتمادها في الادارة والحكم وبناء المجتمع فلا يمكن لأي باحث ان يعطي فكرة او توصيف او اطار عام لهذه المرحلة لا من ناحية النظرية ولامن ناحية التطبيق وانما يستطيع ان يجمع كل الباحثين انها مرحلة العشوائية المقصودة لأهداف مختلفة وكل بحسب اجنداته الداخلية او الخارجية.

 

ولابد من الإشارة الى امر مهم وفي غاية الخطورة ان المحتل الامريكي ومن خلفه الكبار الذي يرسمون السياسات الكونية فضلا عن الدولية جاؤوا عامدين وفق عقيدة وهي لابدية الافساد في هذه الأرض(الأرض المعهودة او ارض الميعاد )باختلاف التسمية وذلك لتحقيق اهداف كونية يعتقدون بها وتوجد من الكتب والمؤلفات والملفات ما يكفي لأثبات هذه الحقيقة.

 

فتدمير بلاد الرافدين او محو العراق هو هدف عالمي كوني وما هذه الدول سواء كانت استكبارية عالمية كأمريكا وحلفائها او اقليمية او شرق اوسطية واحزاب وكيانات سياسية ماهي الا بيادق على رقعة شطرنج لتحقيق هذا الهدف وكل بحسب ما مرسوم له من دور يكبر ويصغر حسب الترخيص وانتهاء مدة الصلاحية.

 

وآسف للأطالة والتتمة في الجزء الثاني ان شاء الله تعالى لنبدأ

بالجيل السياسي الأول الذي قاد المرحلة من ٢٠٠٣الى ٢٠٢٠

 

إرسال تعليق

0 تعليقات