آخر الأخبار

أسامة هيكل ومن على شاكلته

 




 

محمد البرغوثي

 

 

المعركة الدائرة بين عدد من الصحفيين والإعلاميين من ناحية ، وأسامة هيكل وزير الدولة للإعلام من ناحية أخرى، هى من كل النواحى صراع أشباه ، يصعب معه بل ربما يستحيل ، أن يقف صحفى أو إعلامي مستقل ، مع هذا الطرف أو ذاك، فكلا طرفى المعركة ينتميان إلى منظومة واحدة واتجاه واحد ، ويعملان بتوجيهات لايحيدان عنها ولا يجرؤ واحد منهم على مجرد مناقشتها أو التعامل معها برؤية مهنية ، حتى لوكانت هذه الرؤية تصب فى مصلحة النظام ذاته.

 

المتعاركون إذن لا خلاف بينهم من الأساس، والمعركة الوحيدة المسموح لهم بدخولها ضد بعضهم البعض ، هى معركة التجويد فى التأييد ، والصراع الوحشى على التواجد الدائم فى دائرة الضوء والمناصب والمرتبات والمزايا الضخمة.

 

مايحدث فى الحقيقة من عراك لا يعكس خلافا مبدئيا بين هؤلاء الأشباه، ولكنه يشير إلى صراع آخر أكثر خطورة ، صراع بين قوى خفية على أحقية السيطرة والتوجيه والإمساك بكل خيوط وأدوات السلطة ، والظاهر أن أسامة هيكل نقحت عليه صفاته المعروفة لكل من عرفه أو تعامل معه ، فهو شخص أملس لايملك من كل شروط الترقى غير دأبه وإلحاحه المفرط للوصول إلى مايريده ، بأى ثمن . أما وقد قفز أسامة إلى وزارة الإعلام مرتين دون أدنى استحقاق ، واحتفظ بمنصب ومرتب رئاسة مدينة الإنتاج الإعلامى دون استحقاق أيضا، وتعامل مع الأستاذ مكرم محمد أحمد باجتراء مهين ومعدوم الحياء ، فيبدو أنه تصور أن بإمكانه أن يجترئ أكثر ، وأن يستعمل قدراته فى مزيد من الزحف للتكويش على كل خيوط وأدوات السيطرة الإعلامية ، وأن يجلس منفردا على عرش الإعلام والصحافة فى مصر ، فإذا به يصطدم ،وهو سادر فى طموحه اللزج، بصخرة عاتية لم تتزحزح من مكانها، ولكنها وجهت بعض أدواتها هنا وهناك فانهالوا عليه دون رحمة لايستحقها فى الحقيقة ، وأهانوه فى عقر داره وأهدروا كرامته ، ولم يمنحوه مجرد حق الرد أو الشرح أو حتى إفساح المجال له ، للتراجع الكريم عن التصريحات التى أدلى بها.

 

والسؤال الآن : هل ماقاله أسامة هيكل عن حالة الإعلام فى مصر ، صحيح أم غير صحيح ؟.

 

الإجابة : نعم ، إعلامنا وصحافتنا تعانى من أزمات طاحنة ، وأول وأخطر هذه الأزمات هى إسناد منصب رفيع ومواقع مؤثرة لمن هم على شاكلة أسامة هيكل وزملائه الذين ينهشون لحمه الآن دون أدنى حياء أو خجل ، فهؤلاء جميعا شركاء فاعلون ومستفيدون من أزمة الإعلام والصحافة ، وبداية الطريق الصحيح إلى علاج الأزمة هو خروج هؤلاء جميعا من المشهد الإعلامي المصري.

 

هذا والله أعلم.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات