آخر الأخبار

الفريق سعد الشاذلي

 

 



 

 ( ... في أكتوبر عام ١٩٧٣ ، وبعد مرور أسبوع واحد من اندلاع الحرب ، صدرت مجلة " الحوادث " اللبنانية ، واسعة الانتشار ، والتي كان يترأس تحريرها الصحفي المخضرم والشهير " سليم اللوزي " وعلى صدر غلافها صورة كبيرة لرئيس أركان الجيش المصري ، الفريق سعد الشاذلي ، وعليها عنوان بالبنط العريض " بطل الحرب " !!!!

 

*****

 

الرئيس السادات ، كان يعتبر الصحفي " سليم اللوزي " صديقاً له ، حتى أنه ، وفي إطار غضبه من الأستاذ " محمد حسنين هيكل " وإثارته ، دأب على ذكر مهارة الأستاذ " اللوزي " في أكثر من جلسة كانت تجمع الرئيس والأستاذ ، حتى أنه كان يقول :

 

" سليم اللوزي يامحمد ، وكان يقصد الأستاذ هيكل " هو عندي الذئب الأغبر في الصحافة العربية ، بمثل ما كنت أعتبر أنا وجمال " مصطفى كمال أتأتورك " الذي أطاح بالخلافة العثمانية هو الذئب الأغبر في العالم الإسلامي " !!!!

******

 

 

بمثل هذا التوصيف كان الرئيس السادات " يّرى " سليم اللوزي " !!!

 

فماذا عساه أن يرى هذا الصحفي القريب اليه بعد نشره صورة الفريق " سعد الشاذلي " على صدر الغلاف الرئيسي لمجلته ، مجلة الحوادث اللبنانية !!؟؟

 

جُنّ جنون الرئيس ، وطلب إستدعاءُه من بيروت ، وبعد التوبيخ وكلمات الإساءة التي كان يجيدها ، أجرى معه حديثاً صحفياً مطولاً لينشر فوراً في مجلة الحوادث .....

******

 

" سليم اللوزي " برضه ليس سهلاً ، فقد نشر الحديث كما وعد الرئيس السادات في موعده ، ولكن الغلاف المنشور على صدر المجلة كان يحمل من الخبث القدر الكبير ، فقد نشر صورة الفريق الشاذلي ، التي سبق أن نشرها في العدد السابق ، غير إنها بدت كما لو أن يد تطويها ، لتظهر صورة الرئيس تحتها !!!!!

المعنى في عالم الصحافة كان واضحاً ....

أن الرئيس السادات هو بطل الحرب ، وأن الشاذلي ، هو رئيس الأركان الذي ينبغي الإطاحة به !!!!

*******

 

الفريق الشاذلي ، وهو العسكري المحترف والمثقف ، بعد أن اطلعّ على العدد الأخير من مجلة الحوادث ، والتي تحتوي على حديث الرئيس السادات ، أدرك أن وجوده في موقعه الأثير ، بات في حكم الأيام المعدودة ، أدرك أنه سيرحل ، وأن الخلاف بينه وبين الرئيس قد وصل الى محطته الاخيرة ......

*******

 

وهذا بالفعل ماحدث ، فقد تفجر الخلاف بين الرئيس والفريق ، في الأسبوع الأخير من الحرب ......

******

 

في مذكرات الفريق " سعد الشاذلي " يحكي تجربته كاملة مع الحرب ومع الرئيس ....

******

تحياتي ومحبتي ودعائي بالرحمة لكل من أعطى لهذا الوطن في كل موقع ، في زمن حرب أكتوبر وكل زمن وعصر وعهد ....

تحياتي ومحبتي لأبطال الجيش المصري ، جنرالات من ذهب ، من محمد عبيد القائد العسكري للثورة العرابية ، الى الفريق محمد فوزي وعبد المنعم رياض ، والى محمد علي فهمي وعبد الغني الجمسي وسعد الشاذلي ....)

*******

صلاح زكي أحمد

القاهرة :

الساعات الأولى من يوم الخميس ٨ أكتوبر ٢٠٢٠

 

إرسال تعليق

0 تعليقات