د. محمد ابراهيم
بسيوني
يشهد العالم حدثاً
تاريخياً بانخفاض بنسبة ٦٠٪ في عدد عينات الأنفلونزا المرسلة للمختبر لأجل الفحص،
بل انخفضت عينات الأنفلونزا الإيجابية من 20% في الأعوام السابقة إلى 2% هذا العام.
حدث هذا الانخفاض
المفاجئ في أعداد حالات الأنفلونزا لعدة أسباب:
السبب الأول: عدم
ذهاب مرضى الأنفلونزا للمستشفيات خوفاً من كورونا. في ٢٠١٩ كان عدد مرضى الأنفلونزا
الذين يذهبون للمستشفيات في الولايات المتحدة الأمريكية يصل إلى 50 ألف مريض في الأسبوع،
بينما في 2020 لم يكن يذهب للمستشفى إلا قرابة 20 ألف أسبوعياً.
السبب الثاني: الإجراءات
الاحترازية الصارمة لمنع انتشار كورونا، منعت ايضاً انتشار الأنفلونزا. أثبتت
مجموعة من الدراسات أن إغلاق المدارس والتباعد الاجتماعي ولبس الكمامات ساهمت بشكل
كبير في قطع سلسلة انتشار الانفلونزا.
يقول الخبراء إن
تدابير السلامة مثل ارتداء القناع يمكن أن تساعد في تقليل انتقال الرذاذ المسبب
لنزلات البرد والإنفلونزا وCOVID-19.
يقول الخبراء إن بروتوكولات السلامة المستخدمة
لتقليل المخاطر أثناء جائحة COVID-19 يمكن أن تساعد في حمايتك من نزلات البرد
والإنفلونزا في الخريف والشتاء.
نزلات البرد
والإنفلونزا وCOVID-19 تنتشر جميعها عن طريق انتقال الرذاذ. هذا هو
السبب في أن ارتداء الأقنعة والتباعد الجسدي يعملان ضد هذه الأمراض. وستساعد نفس
الاحتياطات المتخذة لتجنب COVID-19 أيضًا في الحماية من نزلات البرد
والإنفلونزا.
بينما تستعد السلطات
الصحية لموسم البرد والإنفلونزا الذي سيتزامن مع COVID-19،
يشجع الخبراء الجمهور على الاستمرار في ممارسة نظافة اليدين الجيدة، والتباعد
الجسدي، وارتداء الأقنعة ليس فقط للوقاية من COVID-19
ولكن أيضًا نزلات البرد والإنفلونزا.
البرد والإنفلونزا، COVID-19 كلهم فيروسات تنفسية. هناك فروق دقيقة بينهما، لكنها تنتقل
جميعًا بالطريقة نفسها.
ينقسم انتقال أمراض
الجهاز التنفسي إلى فئتين: انتقال العدوى بالقطيرات والانتقال عبر الهواء. الفكرة
هي أن انتشار امراض الجهاز التنفسي عبر انتقال القطيرات يأتي من قطرات أكبر وأثقل،
وحجم جزيئات أثقل، ولا ينتشرون لفترة طويلة جدًا ولا يبقون معلقين في الهواء لفترة
طويلة لأن الجاذبية تسيطر عليهم ويسقطون على الأرض، ولهذا السبب لدينا كل تلك
التوصيات المتعلقة بالمسافة الاجتماعية لمسافة
يشير انتشار الجهاز
التنفسي من الانتقال المحمول بالهواء إلى الفيروسات والالتهابات الأخرى التي يتم
تعليقها في جزيئات أصغر في الهواء. هذه جسيمات أصغر حجمًا وأخف وزنًا بحيث يمكنها
أن تظل عائمة في الهواء وتحملها التيارات الهوائية لدقائق وحتى ساعات.
عندما يتعلق الأمر
برذاذ الجهاز التنفسي، فإن الحجم مهم.
قطرات الجهاز التنفسي
العادية التي تحمل أشياء مثل نزلات البرد أو SARS-COV-2
أو الأنفلونزا تكون كبيرة وتتسبب عادةً في العدوى عن طريق الاتصال المباشر أو من
خلال سطح ملوث حيث هبطت. نزلات البرد والإنفلونزا تنتقل عبر قطرات أكبر.
وعلى الرغم من أنه لا
يزال هناك الكثير لنتعلمه عن COVID-19، فمن المعتقد أنه ينتشر بنفس الطريقة. ربما
يكون ثلثا انتقال العدوى على الأقل من المسار التنفسي عبر الرذاذ.
السبب الثالث: معدل
انتشار العدوى للإنفلونزا (R0=1.3) بينما لكورونا (R0=2.7).
بلغة بسيطة: كل 10 مصابين بالانفلونزا ينقلون العدوى إلى 13 بينما كل 10 مصابين
بالكورونا ينقلون العدوى إلى 27 شخص. يسهم R0 بشكل فاعل
في تقليل معدلات انتشار الانفلونزا.
السبب الرابع: توفر
لقاح الانفلونزا يساهم في المنع من انتشارها. لقاح الانفلونزا لهذا العام هو لقاح
رباعي، أي يشمل 4 سلالات من فيروس الإنفلونزا، ومختلف عن لقاح الإنفلونزا الثلاثي
للعام الماضي، الذى يشمل 3 سلالات من الفيروس فقط. ويؤخذ لما فوق الـ3 سنوات، ويحتوي
على 3 فصائل ويسمى باللقاح الثلاثي، وهو مخصص للأطفال من 6 أشهر وحتى أقل من 3
سنوات.
وهي:
H1N1
H3N2
Influenza B
وتصل فعالية اللقاح
في منع الاصابة بكلاً من:
H1N1
بنسبة 61%
H3N2
بنسبة 33%
Influenza B بنسبة 54%
يمنع لقاح الانفلونزا
سنوياً في امريكا
4.4 مليون عدوى
2.3 مليون زيارة
للمستشفى
60 ألف تنويم
بالمستشفى
3500 وفاة بسبب
الانفلونزا. كل هذا في جرعة لقاح واحدة ومتوفر في المراكز الصحية، ويوصى بتطعيم
الفئات التالية سنوياً:
١- الحوامل
٢- الأطفال في سن 6
أشهر الى 5 سنين
٣- المسنين (اكبر من 65
سنة)
٤- المصابون بحالات
مرضية مزمنة
٥- العاملين الصحيين.
0 تعليقات