آخر الأخبار

أيها الأسرى اتحدوا

 


 

 

عمر حلمي الغول

 

معركة أسرى الحرية في سجون وباستيلات الاستعمار الإسرائيلية، معركة الشعب وكل نصير للسلام والحرية والعدالة في العالم، وليست معركة فردية لهذا الأسير أو تلك المجموعة، أو ذاك الفصيل. للأسف الشديد نجحت أجهزة الأمن الإسرائيلية في تفكيك وحدة الموقف والإرادة بين مناضلي الأسر، أضف إلى انه جاء إنعكاسا مباشرا لعملية التمزيق والانقلاب على الشرعية عام 2007، التي ألقت بظلال كثيفة على وحدة الموقف والأداة والأهداف للحركة الأسيرة الوطنية. مما نجم عن ذلك لجوء كل فصيل لانتهاج سياسة خاصة به في مواجهة سلطات السجون الصهيونية، حتى وصل لقيام كل اسير منفردا في الدفاع عن ذاته ومطالبة الشخصية، فبات المشهد مشوها وصعبا، وغير مفهوم أبدا لدى اي إنسان فلسطيني، وأكثر التباسا على المواطن العربي أو ألأممي الداعم لقضية اسري الحرية الأبطال.

 

والجميع يعلم علم اليقين، ان كل التباينات والتناقضات بين فصائل العمل السياسي في الساحة، وبعضها تباينات طبيعية بإستثناء الإنقلاب الحمساوي على الشرعية، الذي خرج عن مألوف التناقضات، وهدد وحدة الشعب واهدافه الوطنية، والذي امل ان تطوي الحوارات الجارية الآن بين حركتي فتح وحماس والكل الوطني صفحته مرة وإلى الأبد، ومع ذلك اي تناقض بين القوى والفصائل ما كان له ان يكون عائقا امام وحدة الموقف بين ابطال وجنرالات الأسر في السجون الصهيونية، بل كان الواجب يملي على قادة الحركة الأسيرة من كل الفصائل العمل على تجاوز اية تناقضات لصالح وحدة الموقف والهدف داخل باستيلات إسرائيل الإستعمارية، وليس العكس.

 

حتى الان ما يجري داخل جبهة السجون لا يشي بتمكن قادة الحركة الأسيرة من توحيد برنامجهم الكفاحي المطلبي والسياسي والقانوني. ومازال اسرى كل فصيل متقوقعين على ذاتهم، وغابت لغة الشراكة السياسية بينهم وبين اسرى الفصائل الوطنية الأخرى، لماذا؟ ولمصلحة من؟ ومن المستفيد من إضراب ماهر الأخرس لوحده 78 يوما، واسرى الشعبية يلوحون باشتقاق برنامج كفاحي لوحدهم؟ ولماذا لا تتوحد كل الجهود داخل صفوف الحركة الأسيرة والعمل وفق رؤية برنامجية واحدة، خاصة وان الحوارات في الخارج بين الكل الفلسطيني وتحديدا بين الحركتين فتح وحماس تسير بالإتجاه الإيجابي؟ لماذا لا تقوم الحركة الأسيرة بتعزيز جهود الوحدة الوطنية؟ ام نسي او تناسى جنرالات الحرية، انهم هم اصحاب وثيقة التوافق الوطني 2006؟

 

لم يعد مقبولا ولا مشروعا بقاء حالة التشرذم داخل صفوف الحركة الأسيرة. لإن المستفيد الأول منها، هو سلطات السجون واجهزة الأمن الإسرائيلية والمشروع الصهيوني ككل ومن وراءهم إدارة ترامب الأفنجليكانية. وبات من الضروري على قادة اسرى الحرية والعدالة والسلام الخروج من دوامة الإنغلاق على الذات الفصائلية، وتجاوز كل الأخطاء والمنغصات البينية مع ممثلي الفصائل الأخرى لترتيب بيت الحركة الأسيرة، بإعتبار ان جبهتهم تمثل الخندق الأمامي في المواجهة مع الدولة العنصرية والخارجة على القانون. لا سيما وان الكل الوطني يعول على دورهم كرافعة لوحدة البيت الفلسطيني، كما ويفترض ان يشكلوا مع كل الغيورين في الداخل والشتات وداخل الداخل لوبي ضاغط لتجسير الهوة بين القوى الفلسطينية المختلفة وخاصة حركتي فتح وحماس لإعادة الإعتبار للوحدة الوطنية.

 

مما لا شك فيه، ان معركة الأسير ماهر الأخرس، هي معركة الكل الوطني، وحريته من حرية الشعب، ورفضه الظلم الجائر، وتحديه لقانون الإعتقال الإداري، يعكس الإرادة الشعبية الفلسطينية. كما ان رفع العزل عن المناضل وائل الجاغوب، هي معركة ابطال الحركة الأسيرة، وكل الشعب. لكن ايهما اكرم وافضل للحركة الأسيرة ان تخوض معاركها مشتتة، وبشكل جزئي، ووفق منطق "كل يغني على ليلاه"، ام خوضها تحت راية الوطنية الفلسطينية الجامعة، وعلى ارضية اهداف مطلبية وقانونية وسياسية واحدة ؟ من المؤكد ان وحدة الحركة الأسيرة ترعب سلطات السجون، وتمثل قوة بيدها في مواجهة البطش والجريمة المنظمة الإسرائيلية داخل وخارج الباستيلات.

 

لذا آن أوان ان توحد الحركة الأسيرة ادواتها في مختلف السجون دون استثناء، وتعزز من لغة الشراكة الكفاحية، وتعمق وتفعل دورها السياسي لعودة الروح للوحدة الوطنية وفقا لمقررات اجتماع الأمناء العامين بقيادة الرئيس ابو مازن في الثالث من ايلول / سبتمبر الماضي (2020). كل التضامن مع الاسير البطل ماهر ألأخرس، والأسير وائل الجاغوب، وكل اسير دافع ويدافع عن حقه في الحياة الكريمة، ويدافع عن شركائه في جبهة الأسر البطولية. ايها الأسرى الأبطال اتحدوا تنتصروا.

إرسال تعليق

0 تعليقات