الإسلام بين
المفهوم العام والقرآني
والولى
اليعقوبى ....
ومصائر أهل
الكتاب
محمود جابر
الإسلام في اللغة يعني استسلام الإنسان وانقياده وخضوعه لأمر
معين...
واصطلاحا ديان سماوي أنزل من عند الله سبحانه وتعالى، ليكون لعامة
البشر ....
وهذا هو المفهوم العام وفقا للقرآن الكريم ...
وهذا الكلام نجده فى كلام النبي عن المسلم من سلم الناس وسلم
المسلمين والمسلم أخوة المسلم ...
وقول الإمام على عليه السلام : قال عليه السّلام :
لأَنْسُبَنَّ اَلْإِسْلاَمَ نِسْبَةً لَمْ يَنْسُبْهَا أَحَدٌ
قَبْلِي اَلْإِسْلاَمُ هُوَ اَلتَّسْلِيمُ وَ اَلتَّسْلِيمُ هُوَ اَلْيَقِينُ وَ
اَلْيَقِينُ هُوَ اَلتَّصْدِيقُ وَ اَلتَّصْدِيقُ هُوَ اَلْإِقْرَارُ وَ
اَلْإِقْرَارُ هُوَ اَلْأَدَاءُ وَ اَلْأَدَاءُ هُوَ اَلْعَمَلُ أقول رواه (
الكافي ) و ( معاني الأخبار ) .
حديث مسلم وأبو داود ...
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد
الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه ، ووضح كفيه على فخذيه ، وقال : " يا محمد
أخبرني عن الإسلام " ، فقال له : ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن
استطعت إليه سبيلا ) ، قال : " صدقت " ... " الحديث " رواه
مسلم وابو داود ..
من هنا بدأت الإشكالية التي تتناقض مع نصوص القرآن حيث حصر الإسلام
فى شهادتين .... وبهذا خرج كل من لا ينطق بهما من إطار الإسلام بما يتناقض مع
مفهوم القرآن ...
قال تعالى ( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ
لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) البقرة
فهل كان إقرار إبراهيم عليه السلام بالإسلام هو إقرار على نحو ما
جاء فى حديث مسلم الذى رواه عمر بن الخطاب ؟
أم أن إسلامه كان على النحو الذي عرفه الإمام على فى أن الإسلام هو
التسليم والتسليم هو اليقين ؟!!
وإذا نظرنا إلى آية أخرى من كتاب الله تتحدث عن الإسلام
قال تعالى ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ
الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا
أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ) البقرة
والآية تتحدث أيضا عن إبراهيم واسمعيل عليهما السلام حينما كانا
يرفعان القواعد من البيت ويسألا الله تعالى ان يجعلهما مسلمين هم وذريتهم والأمة
التى تتبعهم ..
ونعيد السؤال مرة أخر :
هل كان سيدنا إبراهيم الخليل وإسماعيل عليهما السلام يقصدا الإسلام
بتعريف الحديث المروى فى مسلم وفق المصطلح المشهور للإسلام ؟!
يعقوب مسلم
ثم هذا سيدنا يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم يدعوا أبنائه إلى أن
يلتزموا الإسلام وكانت تلك وصية الموت لأبنائه جميعا قال تعالى (أَمْ كُنتُمْ
شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ
مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)
البقرة
فهل كان يعقوب وأبناءه يقرون بالإسلام المتضمن الشهادتين وإقامة
الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت .... إضافة للركن وهو الولاية فى
روايات الشيعة ؟!!
أم أن الإسلام هو التسليم لله واليقين بالله ...
ففهمناها سليمان .... اليعقوبى ....
سؤال سماحة الشيخ محمد اليعقوبى عن مصير أهل الكتاب بعد الموت هم
فى الجنة أم فى النار...
فأجاب سماحته :
ذلك موكول إلى الله تبارك وتعالى فهو العالم بنيات الناس وطهارة
قلوبهم ومقدار الصفات الإنسانية فيهم؟
المرجع اليعقوبي
الرسالة الاستفتائية الجزء الثاني- الحلقة الثالثة
الصادقين العدد 132-السبت ذو الحجة 19- تشرين الأول
هنا نصدق على كلامه بهذا البحث الموجز ونتلو قول الله تعالى (
فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ) 80 الأنبياء
...
فما تفضل به سماحته هو ما يتفق تمام الفهم والمعرفة مع مفهوم
القرآن ومفهوم السنة النبوية الشريفة فى قضية الإسلام .... ويخالف المفاهيم
المرتبكة التى قام أصحابها بضرب القرآن - والعياذ بالله - عرض الحائط ...
0 تعليقات