آخر الأخبار

ممتن يا امتنان ... على لقاء البهجة

 

 

 


 

 

محمود جابر

 

قد تسوقك الأقدار إلى غير وجه تريدها، تأخذك عنوة بإرادتك الحرة، لتفتح لك باب من أبواب الرؤية التى كنت تبحث عنها، أو ما كنت تبحث عنها، كعنوان بعينه...

 

 فالحكمة تدور مع الإنسان حيث شاء، فإذا كنت مطمئنا لما ترى وتعتقد، فإن الشمس لن تشرق بعقلك، وأن النجوم لن تضيء سماءك وأن الصباح لن يدخل من نافذة فؤادك...

 

اعتقد أنني واحد من الذين دفعوا ثمنا لخياراتهم السياسية والعقدية، وهذا الثمن لم أشعر يوما بالندم عليه، ولو عاد بى الزمان مرة بعد مرة لفعلته، وخضته دون نظر للخلف ...

 

فالشمس تدور من الشرق إلى الغرب، ومن وقف حيث تطلع الشمس لن يستمتع برؤية الغروب كما تذوق حلاوة المشرق البديع .

 

يوم أمس أعادتني لسنوات خلت حينما كنت ضيفا فى برنامج فى التلفزيون المصرى مدافعا عن حرية الاعتقاد والمواطنة، وهى المهمة التى لم أتخلى عنها يوما، وكنت دائما شغوفا للتعرف على كل معتقد لفكر جديد، أو لاعتقاد مخالف ...

 

لان التضاد يظهر محاسن الأمور، أو يظهر ما هو مخفى عنك... فحين تغيب الشمس ويلف الكون الظلام هنا تشعر، أو اشعر بان السماء الدنيا تتزين بنجوم جميلة وتكوين بديع وألوان مشعة  تبعث فى النفس هدوء الليل وسكونه واتساع الكون وبديع صنع الله ...

 

لكن تعرف وتتحقق من قول الله تعالى ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة، إلا ان ترى المختلف عنك فى الاعتقاد والرأي، ولن تتعلم نفسك التواضع إلا حينما ترى نفسك أقل من أن تحيط بكل شيء أو بكل علم، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ...

 

شاءت الأقدار فى ليلة أمس أن أتعرف على شخصية جميلة ورائعة مهذب ديَن متفكر مهذب، وهو المهندس امتنان كمال .. الرجل البهى، والذى دعاني لجلسة فكرية وأخوية تدارسنا فيها على عجالة على الرغم من أن هذه الجلسة امتدت لأكثر من أربعة ساعات فى صالون بيته الجميل الهادئ الوادع حوار تجاوز الأفق المغلق إلى كلام الله فى التوارة والإنجيل والقرآن والأقدس، من خلال رؤيا الباب، الذى يحب أن يسميه صديقنا صاحب الدعوة حضرة الباب، وقد كنت تعرفت على حضرته قبل عشر سنوات بسبب البرنامج التلفزيوني المشار إليه، وبالفعل كتبت مسودات لكتاب عن البهائية، ثم جرى فى النهر ماء وتركت المسودات لحين عودة ...

 

واعتقد أن معرفة البشارات التى عرفتها من خلال الشيخ الأوحد – الاحسائى- هى روايات تستحق القراءة والدرس والتدبر، سواء على مستوى الفكرة والتأمل، لمن أحب أن يتأمل ويتعلم، وسواء اعتقد أو لم يعتقد الأمر يدور حول فكرة المعرفة التي هى لذة وشهوة فوق كل شهوة ولا يعرف حلاوة لذة المعرفة إلا من عرف .... وأنا فى هذه السطور التي استرجع فيها حوار ليلة الأمس والذي بقيت أتفكر فيه مسافة مائة كيلو متر وقرابة ساعتين فى ليلة جميلة أحب أن أسجل تقدير كل من كان سببا فى هذه الليلة الجميلة والموعد الطيب فى مقدمتهم العزيزة المحترمة حسناء على والسيدة الخلوقة حرم المهندس امتنان لهما منى كل الشكر والتقدير ...

 

والشكر الأخير للقدر الذي اجل هذا اللقاء عشر سنوات، وربما كان الخير فى التأخير لعل وعسى قد أكون نضجت أو تفتح فى ذهنى نقطة ... لمثل هذا اللقاء البهيج .... فشكرا يا امتنان ...

 

إرسال تعليق

3 تعليقات

  1. الباحث الفاضل والغالي الحاضر بتحريه حقائق الأديان.
    أستاذ محمود جابر.
    إن لقاء العارفين مؤانسة للروح وفوز عظيم. ومن أراد أن يأنس مع الله فليأنس مع أحبائه.
    وكل كشف وظهور لثمار المعرفة الإلهية هو أنتصار للكلمة. وكل أنتصار للكلمة هو يوم عيد وفرح وبهجة للإنسانية جمعاء مقدمة من كل باحث راقي متأمل وجسور.
    فالدفاع عن شرف البحث والتحري هو دفاع عن شرف الإنسانية جمعاء. عن علاقتها بخالقها التي بنيت علي التدرج نحو البصيرة حتي يشرق يوم قال الرحمن عنه (فبصرك اليوم حديد)
    وهو بصر الفؤاد وبصيرة الروح (وما كذب الفواد ما راى).
    أن الحقائق تتشابه وتتلاقى لترسم أمام عيوننا خطة الله في عباده. فلايوجد أمر من الخالق للأنسان أن يبحث ويفتش في العقائد ليرصد الأخطاء ليكيل لدينه بالسخاء ويكيل لغيره بالجفاء ثم يقوم طالباً من الله الثواب على مافرق وخرب.
    إن حبل الله الممدود للإنسانية هو منهج إلهي أمتد منذ آدم وتعددت أشراقاته حتى قوي البنيان وقام الأنسان.. ونريد أن يكون قيامه بشرف ونبل ونهوضه للقصد والتوجه لحقائق الأشياء وجوهرها وأكتشاف كل كلمة أنزلها الخالق في كل زمان.
    هذا هو حق الاعتصام (وأعتصموا بحبل الله جميعاً) فكل من عصم نفسه نجا وأمن وكل من غوى غرق وهلك. وكل من تفرق فلن يحد في يمينه غير حبال ذاته وأوهام نفسه وعندما تلقي الحقائق والبراهين الإلهية فستلقف ماكانوا يأفكون ويستقر كل واهم في قرار بعيد . بعد أن كان يظن نفسه آويا‘ إلي جبل يعصمه.
    الحقيقة أن الحوار الذي دار بروح المحبة مشمولا‘ بصدق القصد وعمق البحث قد شفى صدري وألقى مزيدا‘ من ثمار المعرفة فصارت قطوف دانية وصارت صداقتكم مائدة ممتدة بأطيب المعارف.
    أن الباحثين الصادقين قلائل كالجواهر وأشكر الله أن صادفت جواهركم .جعل الله بحثنا عن حقائق العرفان قبلة نرضاها ويرضينا بها الخالق وتطير بها أرواحنا بقوادم الأنقطاع.

    ردحذف
  2. الحقيقة انك رجل جميل ولطيف وذو روحه طيبة ومثقفه وطالبة للحقيقة واسعد بالحوار معك والانس بمجالستك ايها الصديق العزيز

    ردحذف
  3. واتمنى ان يتجدد اللقاء فى القريب العاجل

    ردحذف