وهل فعلاً
الفيروس هو من يقتل المرضى، أم هو رد الفعل المناعي؟
د. محمد ابراهيم بسيوني
أولا سنتكلم عن موت
الخلية..
لاحظ العلماء الخلايا
الحيوانية بعد حقنها بالفيروس، أمرا مثيرا عن هذا الفيروس، فهو ينسخ نفسه بسرعة
كبيرة جدا (superantigen) بمجرد إصابة الخلية مما يسبب ضغط هائل
عليها ويجعلها تطلق نداء استغاثة SOS في الجسم. هنا يأتي دور بروتين مهم يسمى
السايتوكاين.
السايتوكاين هو من
يُفعّل الجهاز المناعي ويعطيه الضوء الأخضر للهجوم.
عند وصول قوات الدفاع
(الكوماندوز) الخلايا التائية T
cells تبدأ بتدمير
الخلايا المصابة، لكن وبسبب كثرة الفيروس وبمبدأ علي وعلى أعدائي يقوم الجهاز
المناعي بتدمير شامل بدون تفريق.
إضافة الى ذلك الخلية
نفسها إذا لم تستطع السيطرة على نسخ الفيروس تقتل نفسها لكي لا ينتقل الفيروس إلى
الخلايا الأخرى.
إذا حدث هذا كله في
نفس الوقت يسبب دمار هائل في النسيج المصاب وهو على الأغلب النسيج الرئوي في
الحويصلات الهوائية والتي تمتلىء بالسوائل مسببه متلازمة الضائقة التنفسية.
هذا الاجتياح المناعي
يعرف بالعاصفة السايتوكينية Cytokine
storm. وهو تقريبا
شبيه لما يحدث في الأمراض المناعية مثل الروماتيزم والذئبة الحمراء وغيرهم.
السؤال
هنا لماذا يصاب مريض الكوفيد بهذه العاصفة.
السبب الأساسي كما هو
الحال في جميع الأمراض المناعية "غير معروف". لكن هناك بعض النظريات
سأذكر هنا بعضها ..
السبب الأول:
ضعف الجهاز المناعي
وخصوصا المناعة المكتسبة. المناعة الفطرية تحفز المناعة المكتسبة لمواجهة
الجراثيم، واذا كانت المناعة المكتسبة ضعيفة، تبالغ المناعة الفطرية في ردة فعلها
مما تسبب الدمار الشامل والهجوم على الجسم نفسه.
السبب
الثاني:
قد يكون بسبب خلل
جيني في صناعة البيرفورين وهو السلاح المستخدم من قبل الخلايا التائية لمحاربة
الفيروسات Porphyrin, which is the
weapon used by T cells،
وجدوا انه هذا الخلل قد يزيد من احتمالية حدوث العاصفة السايتوكينية.
أسباب أخرى قد تكون
مرتبطة بالعاصفة السايتوكينية:
- السمنة المفرطة.
- نقص فيتامين د.
- تضخم الطحال.
- نقص في عدد الخلايا
البيضاء White blood cells.
وبما أننا ذكرنا
العاصفة السايتوكينية، لابد أن نذكر دورها في دخول الجسم في حالة التهاب جهازي مما
يؤدي الى مجموعة من المشاكل من ضمنها خلل في نظام التخثر في الجسم ويسبب ما يدعى
بالتخثر clotting المنتشر داخل الأوعية (DIC).
هذا المرض هو المسؤول
عن وجود تجلطات لدى مرضى الكوفيد-١٩ وهو ليس بسبب الفايروس مباشرة وانما بسبب حالة
الالتهاب الجهازي التي يمر فيها الجسم.
دراسة ألمانية لتشريح
جثث الكوفيد-١٩ أظهرت أن ١١ من أصل ١٢ توفوا نتيجة وجود تجلطات.
مريض الكوفيد-١٩ الذي
يمر بحالة خطرة في العناية يكون تحت مميع للدم كنوع من الوقاية.
لكن السؤال هنا ماذا
عن المريض المصاب بأعراض خفيفة.
هل ينصح بأخذ مميع
للدم مثل الأسبرين؟ أو هل ينصح بأخذ المميعات للفئة المعرضة لمخاطر الكوفيد-١٩ ممن
يعانون من أمراض مزمنة.
كل هذه الأسئلة تحتاج
لدراسات وبحث لأنه هذه الأدوية لها أعراض جانبية أولها النزيف الشديد لذلك يجب
الحذر.
لكن من المؤكد وهذا ما نعرفه لتفادي مضاعفات
المرض علينا بتقوية المناعة:
بممارسة الرياضة
التغذية الصحية
النوم الكافي
تقليل التوتر
وقبل ذلك كله أحسن
الظن برب العالمين. الله المستعان.
0 تعليقات