د. محمد إبراهيم
بسيوني
الدهون الثلاثية هي
مادة دهنية مكونة من ثلاث أحماض دسمة يرتبط بكل منها جزيء الكولسترول، ويتم الحصول
عليها من الغذاء أو يتم تركيبها في الكبد. يمتص الجسم الدهون الثلاثية من الأمعاء،
والدم فينقلها إلى جميع الخلايا في الجسم حتى يتم استخدامها كمصدر للطاقة، في حين
يتم الاحتفاظ بالفائض في الجسم. قد يؤدي ارتفاع الدهون الثلاثية إلى العديد من
المشكلات.
تعد الدهون الثلاثية
أحد أهم مكونات الدهون الموجودة في الجسم، والتي يتم استخدامها لتخزين الدهون في
الخلايا.
يكون تأثير ارتفاع
الدهون الثلاثية ضارًا في معظم الأحيان مما قد يؤدي إلى حدوث عدة أضرار، وتشمل:
1. زيادة خطر حدوث
تصلب الشرايين وأمراض القلب
يسبب ارتفاع الدهون
الثلاثية زيادة خطر الإصابة بتصلب الشرايين، والذي يؤدي إلى أمراض عدة تختلف في
خطورتها، وتشمل السكتات الدماغية والقلبية، إضافة إلى أمراض القلب المختلفة.
مع ذلك لا يتفق جميع
الباحثين بوجود ارتباط كبير بين ارتفاع الدهون الثلاثية وأمراض القلب، فمثلًا
يعاني بعض الأشخاص من أمراض جينية تزيد من نسبة الدهون الثلاثية في الدم، مع ذلك
لا يوجد لديهم خطر للإصابة بأمراض القلب المختلفة.
وتشير بعض الدراسات
الأخرى أن تأثير ارتفاع الدهون الثلاثية يكون بزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض
الأخرى التي تزيد من حدوث أمراض القلب، مثل ما يأتي:
* ارتفاع ضغظ الدم.
* مرض السكري.
* ارتفاع نسبة
الكوليسترول الضار.
·
انخفاض الكولسترول الجيد.
لذلك يصعب تحديد في
ما إذا كان ارتفاع الدهون الثلاثية هو السبب الحقيقي وراء ارتفاع معدل الإصابة
بأمراض القلب أم أنه يؤدي لظهور مشكلات أخرى مسؤولة عن ذلك.
2. متلازمة الأيض Metabolic syndrome
يعد ارتفاع الدهون
الثلاثية أحد علامات حدوث متلازمة الأيض، وهي حالة تجتمع فيها عدة اضطرابات، تشمل
ما يأتي:
* زيادة الوزن.
* ارتفاع ضغط الدم.
·
ارتفاع نسبة السكر في الدم.
يعد الأشخاص المصابين
بمتلازمة الأيض أكثر عرضة للإصابة بالسكتات الدماغية، والنوبات القلبية، وأمراض
القلب المختلفة.
تعد هذه المتلازمة من
الأمور التي تستلزم اهتمام كبير من الأطباء، إذ يجب التعامل بكل حذر.
في العادة يتم التنبؤ
بها عن طريق ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية.
يؤدي ارتفاع الدهون
الثلاثية إلى زيادة احتمالية الإصابة بأمراض أخرى، مثل ما يأتي:
* التهاب البنكرياس: يحدث
التهاب البنكرياس الحاد عند زيادة تركيز الدهون الثلاثية عن 1000 ملغم/سم.
* تراكم الدهون في
الكبد: مما يسبب أمراض عدة في الكبد.
* تراكم الدهون في
شبكية العين: وهذا قد يؤثر على النظر، ويكون ذلك عند زيادة تركيز الدهون الثلاثية
إلى أكثر من 2000 مغم/سم
* الورم الأصفر: وهو
مرض جلدي شبيه بالبثور على الجلد، يسبب الحكة الشديدة في مناطق مختلفة من الجسم
كالذراعين والساقين.
* تراكم الدهون في
منطقة الخصر.
* عدم القدرة على ضبط
تراكيز السكر عند مرضى السكري من النوع الثاني.
* أمراض قصور الغدة
الدرقية، وبعض الحالات الوراثية.
يتم استخدام الدهون
الثلاثية كمصدر مهم للطاقة، إذ عندما تتناول الطعام فإن جسمك يحول الطعام الزائد
إلى دهون ثلاثية يتم تخزينها في الخلايا الدهنية في الجسم، ويتم تحطيم هذه الدهون
في أوقات لاحقة للحصول على الطاقة اللازمة.
تزداد نسبة الدهون
الثلاثية عندما تتناول كميات كبيرة من الطعام خصوصًا التي تحوي على كميات كبيرة من
الكربوهيدرات.
تشير الدراسات أنه
على جميع الأشخاص فوق 20 عام عمل فحوصات دورية لقياس نسبة الدهون الثلاثية
والكوليسترول في الدم.
يمكن استخدام العديد
من الأدوية لعلاج ارتفاع الدهون الثلاثية في الحالات الصعبة، وتشمل ما يأتي:
* الفايبريت: إذ يعمل
على تقليل نسبة الدهون الثلاثية، وضبط كمية الكوليسترول في الدم.
* الأوميغا 3: تعمل
الأوميغا 3 على تخفيض نسبة الدهون الثلاثية في الجسم، والتي تتواجد في مصادر
حيوانية كزيت السمك، ونباتية كبذور الكتان.
* النياسين: يعمل
النياسين على خفض الدهون الثلاثية بنسبة 50%، ويمكن تناوله كمكمل غذائي بدون وصفة،
أو كدواء بوصفة طبية.
قد يساعك القيام ببعض
الأنشطة الصحية بمنع تأثير ارتفاع الدهون الثلاثية والتي تكاد تكون قاتلة في بعض
الأحيان، وتشمل ما يأتي:
* مارس الرياضة بشكل
منتظم.
* أكثر من تناول
الخضروات والفواكه والأطعمة الأخرى الغنية بالألياف.
* استخدم الزيوت غير
المشبعة، مثل: زيت الزيتون، والابتعاد عن الدهون المشبعة.
* خفف الوزن بممارسة
الرياضات الهوائية كالمشي والسباحة.
* تناول الأدوية
الاونة لبقاء حالتك مستقرة في حال وجود أمراض أخرى كالسكري وأمراض الغدة الدرقية.
0 تعليقات