آخر الأخبار

نصر من الله وفتح قريب ..

 


 

علي الأصولي

 

شروط النصر وفق المفهوم القرآن العلمي وبيانات أهل البيت (ع) يختلف عن شروطه وفق الاتجاه المادي العام.

 

 

بينما يلحظ مطلق الإنسان إلى شرط العدة والعدد في تحقيق الانتصار، يرى الإنسان المطلق أن النصر مشروط بنصرة الله والثبات، ونصرة الله تعني نصرة مظاهر الله وتجلياته وكمال صفاته المتمثل بالمعصوم حصرا ، وهذا المعنى ربما يتراى سهل المؤونة، وهو ليس كذلك .. والثبات على نصرة الله يلزم منه عدم الفرار والتقهقر والتراجع مع المندوحة وعدم المبرر وهذا كله مشروط بصدق النية والإخلاص العالي وقوة الاعتقاد،

 

وكيف كان: اننا نجد حثا قرانيا بلحاظ الحب في طريقة القتال في سبيل الله وهو ما نصت عليه الآية ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا واحدا كأنهم بنيان مرصوص) الصف ٤/

 

نعم: أن تمت الاستعدادات ضمن الطاقة والاستطاعة ( وأعدوا لهم ما استطعتم ) اي بامكانياتكم ووسائلكم المتاحة فالنصر حليفكم، ولو تلاحظ ان اقل الاستطاعة (٣) انفس واكثرها (٣٠) الفا، ففي نظرة الله والمعصوم العدد ليس بذات شأن بقدر ما هو نية النصرة والثبات،

 

فالكثرة في بعض الاحايين مضرة قال تعالى ( ويوم حنين إذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين) التوبة ٣٥/

 

وكما ترى الاعجاب بالكثرة مع قلة الإيمان اضرهم ولم يجعل كثرتهم من صالح معركتهم، ( يا ايها الذين امنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )محمد ٧/ إذن: من ينصر الله بتكفل الله بتثبت قدمه، ( وما النصر الا من عند الله ) الأنفال ١٠/ بدون النظر إلى قوته وعدته وعدده أو ما عند خصمه من تفوق، وبالتالي( والله يؤيد بنصره من يشاء ) ال عمران ١٣/

 

ومن التزم ببيانات القرآن الكريم. فقد التزم النصر المؤزة ( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) الروم ٤٧/ وهذه الآية صريحة بايجاب النصر للمؤمنين ومن التزم بالشروط الانفة،

 

ويمكن توسعة النصرة من معناه العسكري إلى معناه الفكري وصراع العقائد والأيديولوجيات والاتجاهات المادية والفلسفية، وما قلناه هناك - اي في الشأن العسكري - من شروط يقال هنا - اي في الشأن الفكري - فنصرة الله يعني نصرة خليفته وهو المعصوم (ع) والاطروحة الإلهية العلمية الأخلاقية، بل ويمكن أن تتفرع إلى نصرة من التزم خطهم (ع) وتخندق تحت ظل حكومتهم فهو بالتالي نصرة لنفس المعصوم وإرادة الله تعالى، والكلام طويل في هذا الشأن ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات