آخر الأخبار

وجوب حفظ النظام بمنظور الفقه والكلام ..

 




 

علي الأصولي

 

إن وجود النظام التكويني والتشريعي. رسالة للإنسان وضرورة مسألة النظام في الحياة العامة. وبخلافه فهو الاختلال وعدم التوازن وبالتالي الفوضى.

 

ذكر علماء الكلام مسألة القبح والحسن العقليين، بعد أن قسموا العقل إلى: عقل نظري وعقل عملي.

 

وقد تعرضوا إلى مصطلح أطلقوا عليه - القيم - وقسموا القيم الى: قيم خادمة وقيم مخدومة.

 

والقيم المخدومة هي التي لا تتغير بتغير الأزمنة والأمكنة مثل حسن العدل وقبح الظلم.

 

 والقيم الخادمة وهي ما لحظ فيها خدمة المصلحة العامة كالتواضع والصدق ونحو ذلك من القضايا الأخلاقية.

 

وقالوا: إن حفظ النظام من القيم المخدومة لا من القيم الخادمة. وفائدته هي حسم الهرج والمرج وضياع الحقوق فكان وجوب حفظه من بديهات العقل وضروراته،

 

وجذر الوجوب كما هو عقلي أيضا له تأصيل فقهي بلحاظ الملازمة بين حكم العقل وحكم الشرع.

 

وقد ذهب المحقق الخوئي كما في باب - الصوم - على وجوب حفظ النظام الخاص فقط وهو الناظر إلى حفظ الأنفس والأعراض والأموال، ومن هنا يجب احترامه والتقيد به شرعا. تبعا للسيد اليزدي في - العروة الوثقى - ومستند تضييق الدائرة هو كون أن - اختلال النظام دليل لبي يقتصر على قدره المتيقن - والقدر المتيقن هو النفوس والأعراض والأموال فقط. بينما وسع السيستاني من دائرة وجوب الحفظ والاحترام والتقييد إلى وجوب حفظ النظام العام. وقد شمل نظره إلى أبعاد أوسع مما ذكره المحقق الخوئي. مثلا إذا كان الخوئي افتى بجواز الوضوء من الماء المخصص للشرب فقط، فهو محرم بنظر السيستاني لانه خلاف المصلحة العامة وهكذا دواليك،

 

ويمكن أن يستدل على توسع القاعدة، قاعدة - وجوب حفظ النظام - وكونها من القضايا الضرورية الوجدانية المستغنية عن إقامة البرهان كونها من مدركات العقل العملي، ولا شاك في بداهتها أحد، من خلال بعض النصوص الدينية منها ضرورة تنصيب الحاكم والقاضي لفض النزاعات ومنها ضرورة الالتزام بإمامة أهل البيت (ع) - وطاعتنا نظاما للملة - ونحو ذلك من الروايات. مما يدلل على أن القاعدة لا تختصر على دليلها العقلي ليحتج به على القدر المتيقن كما فهم السيد اليزدي أو المحقق الخوئي.

 

نعم: أن مقولة - حفظ النظام من أوجب الواجبات - لا يعني وجوب مساندته وان كان هذا النظام ظالما وباغيا، بل يجب اضعافه ما أمكن إلى ذلك سبيلا. لأن حفظ النظام ليس مطلوبا لذاته على نحو الوجوب النفسي.

 

فتأمل وتفطن والى الله تصير الأمور ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات