عز الدين البغدادي
قبل سنوات صدر كتاب تحت عنوان" محمد ليس عربيا" يدعي فيه
المؤلف ان النبي محمد (ص) ليس عربيا، وذلك لكونه يرجع بنسبه إلى إسماعيل، وإسماعيل
ابن النبي إبراهيم الذي هو ليس عربيا، فكيف يكون ذريته عربا؟ ثم رجع ليقول بأنّ
قريشا ليسوا عربا عاربة، بل مستعربة أي إنه صار عربيا بمعاشرته لقبيلة جرهم التي
كانت تسكن مكة وتعلم لغتهم.
من المعروف منذ القدم أن العرب ينقسمون إلى قسمين: قحطان وعدنان،
وقحطان هم العرب العاربة وهم عرب الجنوب أي عرب اليمن وهم الأصل في العرب، وعرب
مستعربة وعدنان هم عرب الشمال وهم الذين يرجعون الى عدنان بن أد الذي يرجع إلى
نابت بن إسماعيل.
وكون النبي إبراهيم ليس
عربيا لا يمنع من أن يكون ولده عربيا لأنّ عروبته ليست بالدم ولا بالنسب، فهو أول
من تعرّب. ولتقريب الفكرة ممن يجادل دون وعي فأقول له: يمكن أن يكون شخصا ما
فرنسيا وأبوه مغربي أو جزائري، ويمكن أن يكون سويديا وأبوه عراقي، وهذا مثل ذاك.
صاحب الكتاب البائس كان قد عين رئيسا لجامعة المثنى وهو شخص مثير
للجدل علميا أو إداريا، وكتابه يكشف عن مستوى تفكيره، وواضح أنّه حاول أن يثبت
ولاءه لجهات حزبية معينة معروفة بانحيازها إلى غير العرب بحجة الإسلام حتى وصل بهم
الأمر إلى انتقاص العرب والكذب بادعاء أن النبي محمد (ص) ليس عربيا. وقد احتج
هؤلاء بأدلة لا قيمة لها، كما إنها تعارض نص القرآن الكريم والروايات التي أثبت
انتماء النبي (ص) للعرب.
قال تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل
الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم) فما هو اللسان الذي بعث به النبي
محمد (ص)؟ ومن هم قومه؟
وقال تعالى: ( ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته
أعجمي وعربي ) وهذا نص في أن محمدا (ص) عربي.
فضلا عن آيات أخرى مثل: ( وعجبوا أن جاءهم منذر منهم )، وقال
تعالى: ( كما أرسلنا رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ).
وهل قرأ هؤلاء الآيات التي نصت على عربية القرآن؟ وأي شرف أعظم من
أن الله تعالى اختار العرب لحمل رسالتهم وأنزل قرآنه بلغتهم؟ فكان أول معجزة تعتمد
الفكرة واحترام الكتاب والقراءة والقلم.
وفي رواية عن المنهال بن عمرو: ان الإمام الحسن قال في مجلس
معاوية: أصبحت قريش تفتخر على العرب بأن محمّداً منها، وأصبحت العرب تفتخر على
العجم بأنّ محمداً منها، وأصبحت العجم تعرف حقّ العرب بأنّ محمّداً منها…
كما يمكن هنا أن نذكر الرواية الشهيرة عن الإمام زين العابدين علي
بن الحسين (ع): يا منهال، أمست العرب تفتخر على العجم بأن محمداً منها وأمست قريش
تفتخر على سائر العرب بأن محمداً منها ، وأمسينا معشر أهل بيته ونحن مقتولون
مشردون.
وهناك من يقول بأن أهل البيت ليسوا عربا بل هم من النبط، ويحتجون
بروايات من قبيل ما روي عن الإمام علي (ع): من كان سائِلاً عن نِسْبَتِنا، فإِنا
نَبَطٌ من كُوثى.
وروي عن ابن عباس: نحنُ معاشر قريش حيٌّ من النَّبَط.
كما روى ابن حزم عن الشعبي أنه قال: كلنا نبط.
وهو ما جعل بعض المؤرخين العرب يذكرون بأن العدنانيين كلهم هم نبط
أي من ذرية نابت بن إسماعيل، كما أثبتت دراسات معاصرة أن النبط بقسميهم العراقي
والشامي هم من العرب، وأنهم أقرب إلى قريش والقبائل الحجازية من العرب الجنوبيين.
ومن هذا يتبين لك القيمة العلمية لما ادعاه رئيس جامعة المثنى
السابق عز الدين أبو التمن في كتابه "محمد ليس عربيا" هو مزيج من الأكاذيب
والسفسطة التي أراد بها أن يشكك في انتماء النبي (ص) للعرب لأسباب لا تخرج عن أطروحات
الشعوبية المعاصرة، لذا ترى أن المدعو نجاح محمد علي كرر قبل فترة هذا الكلام
التافه والسخيف، وواقعا فإنّه لا يبغض العرب أي إنسان يدعي الإسلام.
وصدق قيس بن الخطيم حيث
قال:
وبعض الداء ملتمس
شفاهُ وداء الحمق ليس له شفاءُ
1 تعليقات
انت كذلك صاحب المقال يبدوا انك احم..ق لان العرب بالنسب و ليس باللغه لو تحدثت الفرنسيه ستكون عراقياً يتحدث الفرنسيه و لن يسموك فرنسياً لو انفقلت نصفين و لاشك ان لك عشيره تنتمي لها اما للعرب او الكورد ، نعم النبي محمد ص ليس عربياً بل يتحدث العربيه جده كانت امه هاجر ع عربيه من اليمن و هذا لا يعني ان اسماعيل ع عربي بل مستعرب اي ان نسبه لايعود للعرب بل يتحدث العربية فقط
ردحذفللتنويه النسب يتبع الاب و ليس الام
ابراهيم ع ارامي يتحدث الآرامية و العبريه فقط ابنه اسماعيل ع جد النبي محمد ص يتبع والده .. انتهى