سامح جميل
في مثل هذا اليوم 12 يناير1964م..
عبيد كرومي يقوم بانقلاب ضد السلطان جمشيد بن عبد الله في سلطنة
زنجبار..
عبيد أماني كرومي (1905- 7 أبريل 1972) أول رئيس لزنجبار. نال هذا
اللقب بعيد ثورته التي قادها لإنهاء السلطنة الزنجبارية في يناير 1964، وبعدها
بثلاثة أشهر أقام وحدة مع تنجانيقا مؤسسا جمهورية تنزانيا ليصبح أول نائب رئيس
جمهورية تنزانيا المتحدة بجانب الرئيس جوليوس نيريري التنجانيقي. وهو والد رئيس
زنجبار الحالي: أماني عبيد كرومي.
ادعى كرومى أنه ولد في قرية مويرا سنة 1905، وتلقى القليل من
التعليم الرسمي ثم عمل كبحار قبل دخوله معترك السياسة. ثم غادر زنجبار في سنوات
حياته الأولى متنقلا بين عدة أماكن في العالم حتى وصوله لندن حيث اكتسب فهما في
الجغرافيا السياسية والشئون الدولية خلال لقاءاته مع المفكرين الأفارقة مثل كاموزو
باندا من المالاوي. وقد طور كرومى قدرته للسيطرة خلال توسع الحزب الأفروشيرازي
وتقوية علاقاته مع حزب تانو التنجانيقي.
الثورة في زنجبار:
بعد فوز حزب زنجبار الوطني وشريكه الأصغر حزب شعب زنجبار وبمبا
الانتخابات بتاريخ 10 ديسمبر 1963 منحت المملكة المتحدة الاستقلال التام لزنجبار،
وجعلت نظام الحكم فيها ملكي دستوري. وقد أعطت نتائج الانتخابات الحزب الوطني أن
يهيمن على الحكم، ومع أن حزب كرومي الأفروشيرازي نال أغلبية ضئيلة من اجمالي
الأصوات. وقد كان كرومي على استعداد للعمل ضمن الإطار الانتخابي للحكومة الجديدة،
ولكن في الواقع كان قد ابلغ الضابط البريطاني بنيته القيام بثورة في شهر يناير.
في ليلة الثورة 12 يناير 1964- لم يكن كرومي موجودا في زنجبار بل
كان في البر الأفريقي. وكان المحرض على التمرد وقائدها هو شخص مغمور من أوغندا
واسمه جون اوكيلو. وكانت الثورة عنيفة وقصيرة وقد انتصر فيها الثوار، ومن نتائجها
مقتل الآلاف من سكان زنجبار ومعظمهم العرب الزنجباريين مقابل عدد قليل نسبيا من
القتلى الثوار. انهت تلك الثورة ما يقرب من 500 عاما من سيطرة العرب على الجزيرة،
وقضت على آخر ماتبقى من الرق التي كانت رائجة في الزمن الماضي.
الصراع على السلطة:
بعد أن احكم اوكيلو السيطرة على الجزيرة دعا عبيد كرومي العودة
ليتسلم منصب الرئاسة. كما دعا زنجباريين آخرين كانوا خارج البلد، ومن أبرزهم
السياسي الماركسي عبد الرحمن محمد بابو والذي عين في المجلس الثوري. كما اعطى جون
اوكيلو لنفسه لقب "المشير"، وهو منصب غير معروف في الجيش. وخلال الثلاث
أشهر التالية حصل صراع داخلي مرير على السلطة.
استخدم كرومي نفوذه ومهاراته السياسية لجعل زعماء البلدان
الأفريقية المجاورة يصطفون ضد اوكيلو، وقد دعا رجال شرطة تنجانيقا للحفاظ على
النظام في زنجبار. وما أن غادر اوكيلو في رحلة خارج البلاد حتى أعلن كرومي أنه
"عدو للدولة" ولم يسمح له بالعودة. وطلب من الشرطة التنجانيقية سحب
أسلحة عصابات اوكيلو التي لم تبد أي نوع من المقاومة.
ثم أتى كرومي بثاني خطوة سياسية مهمة عندما وافق على تشكيل اتحاد
مع الرئيس التنجانيقي جوليوس نيريري في أبريل 1964. وكفل هذا الاتحاد بالبلد
الجديد المسمى تنزانيا أن لن ينضم إلى الاتحاد السوفياتي أو الكتلة الشيوعية مثلما
طالب بها عبد الرحمن بابو. ونظرا للشرعية جديدة لحكومة كرومي (تمثل في حصوله على
دعم قوي من البر التنجانيقي) فقد همش كرومي بابو إلى درجة أن اخرجه من الأمر كله.
فاضطر الزعيم الماركسي في نهاية الأمر إلى الفرار من تنزانيا بعد اتهامه بتدبير
اغتيال كرومي سنة 1972.
اغتياله:
اغتيل كرومي في أبريل 1972 بمدينة زنجبار، قتله أربع رجال مسلحين
عندما كان يلعب لعبة الباو في مقر حزبه الحزب الأفروشيرازي على يد الضابط محمود
على سيف شقيق إحدى زوجاته من اصل عربي، فاقتص من أشخاص كان يشتبه بهم أنهم من
معارضي نظام كرومي.
ويحكم زنجبار حاليا الرئيس أماني عبيد كرومي ابن عبيد كرومي حيث
انتخب سنة 200 و2005 بالأغلبية..!!
جمشيد بن عبد الله بن خليفة بن حارب بن ثويني بن سعيد بن سلطان بن
أحمد بن سعيد آل سعيد البوسعيدي (ولد 16 سبتمبر 1929) آخر سلاطين زنجبار تولى
السلطنة في زنجبار خلال الفترة من 1 يوليو 1963 إلى 12 يناير 1964 حيث أطاحت ثورة
زنجبار في حكمه. ومن ذلك الحين و هو في المنفى في مدينة بورتسموث في المملكة
المتحدة. والذي أقنعه بالسكن في بورتسموث هو الشيخ سالم بن مسعود بن علي بن محمد
الريامي الذي توفي في 2005 .
وكانت زنجبار قد حصلت في عهده على استقلالها من المملكة المتحدة في
19 ديسمبر 1963 كدولة ملكية دستورية مستقلة.!!
0 تعليقات