مايكل مايك
طه حسين : هو المرحوم طه حسين، نارٌ على علم. قد لا تتفق معه في
النتائج، لكنك حتماً ستتفق معي حول أكاديمية الرجل و ثقافته وعلمه في التاريخ
والأدب والشريعة، فسيرة الرجل تنطق عنه.
قبل ان يكون المرحوم طه حسين عميداً للأدب العربي ومغيراً للرواية
العربية في العصر الحديث، فهو كان قد درس في الأزهر، ثم التحق بالجامعة الأهلية
حين افتتحت عام 1908، وحصل على الدكتوراه عام 1914 ثم ابتعث إلى فرنسا ليكمل
الدراسة ويعود إلى مصر ليعمل أستاذا للتاريخ ثم أستاذا للغة العربية، ثم عميدا
لكلية الآداب، ثم مديرا لجامعة الإسكندرية، ثم وزيرا للمعارف.
👈✅ يقول طه حسين، متحدثاً عن القرون الأولى من الإسلام، في
كتابه "علي وبنوه" :
" يجب على المؤرخ المنصف ان يحتاط أشد الاحتياط حين يصور هذه
الفتن في عهدها الاول، وأي شئ أيسر من أن يكذب أهل الشام على أهل العراق، وأن يكذب
أهل العراق على أهل الشام، ولا سيما بعد أن يمضي الزمن ويبعد العهد، ويصبح التحقيق
في الوقائع الصحيحة عسيراً، ولا ريب في أن الذين استباحوا لأنفسهم أن يضعوا
الأحاديث على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لا يتحرجون من أن يستبيحوا
لأنفسهم وضع الأخبار على أهل العراق والشام. "
☝️ هذا منطق العقلاء، فتلك القرون قد غاب
تاريخها في ثقب "الفتوحات الإسلامية" الأسود! ومن المسلم المعلوم ،
بموازين الرجاليين المسلمين، ان آياتٍ ورواياتٍ بل وبشر وبيوت وقرى قد أحرقت، بأمر
من السلطات الحاكمة، أما لماذا فذلك بحث آخر، لا شأن لي به!
👈✅ يكمل طه حسين في موضع آخر متحدثاً عن علي بن أبي طالب عليه
سلام الرب:
"ولم يكن عليٌ من هذا كله في شيء، لم يكن يحرص على شيءٍ كحرصه
على الأمانة في المال، وعلى الوفاء بالعهد، ......
ولم يكن يبغض شيئاً كما كان يبغض وضع درهمٍ من بيت مال المسلمين في
غير حقه، كما كان يبغض المكر والكيد وكل ما يتصل بسببٍ من أسباب الجاهلية الأولى،
كان الحق أمامه بيناً......" إلى آخر حديثه في الصورة المرفقة
⭕️ بالطبع طه حسين لا يؤمن بعصمة أبي تراب، ولكنه حتماً يؤمن ويعمل
بمنطق الإحتمالات ، أي الطرق التي تعلمها في الأكاديمية.
قد لا تتفق مع أستاذ التاريخ في جامعات مصر، في ما ذهب اليه، وهذا
شأنك فلكل قرائته ومعطياته ، ولكنك لا بد ان تحترم الطريقة الأكاديمية التي
استخدمها أستاذ اللغة العربية في طرحه والتي أقرها واستخدمها العقلاء عبر الدهور،
وتعرف بالمنطق الاحتمالي Probabilistic logic.
☝️ هذا كان بالنسبة للأكاديمية، والتي تعطي
تلاميذها شهادات توثق تحصيلهم العلمي! شهادات يعمل بها في كل أنحاء الأرض، على
غرار الشهادات التي يحملها الدكتور طه حسين من جامعات في مصر وفرنسا، منارة
التنوير في العالم!
👈🤫⛔️ أما منطق الشارع، فهو قائم على الجزم المبني على الوهم وعلى
الاستنتاج المسبق قبل دراسة أي من الاحتمالات الأخرى!
🛑 مشكلة منطق الشارع انه لا يعطيك بالنتيجة دكتوراً بل طرطوراً ،
والطرطور لا يملك شهادةً ولا علماً ولا عملاً، بل يملك روايات وقصص تافهة بغير
معنى وقفت به على مجاهل التاريخ، يطرطر بها على روؤس طراطيره،
طرطرةً لا تنفع من علمها ولا تضر من جهلها!
فتأمل ... ولا تتطرطر!
0 تعليقات