( ...كل عام وأنت بألف خير
...
في اليوم الأول ، من العام الثالث بعد المائة ، من يوم مولدك ،
أبعث الّيكّ برسالة حب ...
*****
عندما كُنا أطفالاً خّلقّتّ فينا العزة والكرامة رغم ضيق الحال ،
وقلة ما في اليد ، فالكل في مجتمعك سواء ، لا نشعر بُغربة في وطن أنت قائده ....
******
فأنت الفقير مٍنّا ، وأنت الغني برصيد حبك لشعبك ، وحب شعبك لك ....
******
أنت من جعلت مصر وطناً لكل العرب ، وبيتاً لكل مظلوم ، وحصناً لكل
حُر من أحرار الدنيا ، فبت زعيماً لأنك أحببت الكل ، وأعطيت بقدر طاقتك عن صدق وحب
....
******
وعندما وصلنا الى سن الشباب ، وعنفوان الفتوة ، حلمنا بوطن كبير
وعظيم ، فأمة العرب بايعتك من المحيط الهادر الى الخليج الثائر رغم أنف قوى عٌظمى
وإمبراطوريات ظالمة وعاتية ، وملوك وأمراء وعملاء وأغنياء وأثرياء ، لم يكن لهم
شأن ولا وزن ، لأنهم ببساطة هم " ملوك الطوائف الجُدد" لأنهم تآمروا
عليك !!
*****
وعندما صرنا رجالاً حققت لنا مجتمع الكفاية والعدل ، وأقمت لنا ألف
مصنع ، وحميت الوطن من غدر الطبيعة وعنفوان النيل ، فحميت ، مصر ، بالسد العالي من
موجات فيضان قاتل ومُدمر ، أو بُخلْ وشُحْ ومجاعة نيل فقير وحزين لا يحمل من
تباشيره سوى القحط والجفاف وموت الزرع والضرع والإنسان !!
*****
وعندما صار البنات والأولاد في سن الزواج ، منحت لكل منهم عملاً ،
وبيتاً سعيداً لكل أسرة ، يقوم على عمل القادرين منهم رجالاً ونساءاً، ووصفت
الأسرة بانها الخلية الأولى للمجتمع ، لتنعم الطفولة السعيدة في كنفها ورعايتها ...
*****
كان حُلمنا صغيراً ، وكان حٌلمكْ كبيراً ...
كنت تقول أن مصر بلداً نامياً !!
وعندما راجعك صديقك زعيم الهند الكبير " جواهر لآل نهرو
" فيما تقول ، " بان مصر دولة كبيرة وليست نامية " !!
كان ردّك حاسماً :
" مصر كبيرة بأمتنا العربية " .
*****
أبي الحبيب أعرف أنك تعرف أحوالنا ، أحوال لا تُرضي الحبيب ، ولا
تُفرح الصديق ، فالأعداء الذين حاربوك باتوا أصحاب القرار والأمر والنهي في بلادنا
، وقلاعك الصناعية تُباع لأعداء شعبك بأبخس الأسعار ، والملوك وأمراء الطوائف
الذين كرهوك أصبح لهم صوت في أسواق النخاسة ، لا لبيع الجواري وشراء العبيد ، كما
إعتادوا في صحراء الجاهلية ، بل لبيع الأوطان والأعراض !!
****
أبي الحبيب :
ادعى لنا ، بالرحمة وإقالة العثرة ، وأمنح الأمل لمن أحب الوطن من
الشرفاء والفقراء الذين علمتهم عِشق الأوطان ...
******
دعاءك يا أبي ، بإذن الله مُستجابْ ، فقد منحك الله القوة والأمل
والصدق والزُهدْ وأنت بيننا ..
وأنتّ الآن ، بإذنه تعالى ، اليه أقرب ، أنتّ في مقعد صدق عند
مّليكِ مُقتدِرْ ...
*****
أبي الحبيب :
" ياريت تعود " .....)
ابنك :
صلاح زكي أحمد
مصر المحروسة .
فجر يوم الجمعة المُباركة الموافق يوم ١٥ يناير ٢٠٢١
0 تعليقات