هادي جلو مرعي
في زمن مضى زرت سجنا،
وكان معي صديق، وزوجة أخيه السجين في قضية ما، إلتقيت هناك بذلك السجين الصديق،
ورغم كل ماكان يعانيه، لكنه كان مبتسما بشوشا، يطلق النكات، وأتذكر أنه حكى لي بعض
سوالف السجن وحكايات السجناء، الشقاوات منهم والمخنثين والطيبين، والذين لايعرفون
أين تنتهي بهم الأمور، وأضحكني كثيرا أنه طلب منه أن يقيم جلسة مصالحة بين سجينين
من الشقاوات في القاعة الكبيرة التي يقبع فيها العشرات من الذين لم تحسم قضاياهم
بصفته شخصا وجيها ومحترما، وكان من شروط الصلح أن يقوم الشقي الذي ترتب عليه الحق
بمنح الشقي صاحب الحق بعض المقتنيات،مع إثنين من المخنثين.
من أيام وعلى قناة
فضائية تحدث شخص مسؤول عن سلوكيات مشينة في بعض سجون دولة عربية تتعلق بالمتاجرة
بالمخنثين مع أنه توصيف ليس بالجديد فقد إشتهر ذلك في عصور غابرة، وكان الغلمان
حينها يتم إستخدامهم بطرق بشعة، وذكر عنهم الكثير من القول في أشعار الغزل حتى
تحول الأمر الى ظهور صنف شعري، أو غرض يسمى (التغزل بالغلمان).
في المجتمع السوي
يعرف كل أناس ماعليهم، ومالهم، وكيف يتصرفون في الحقوق والواجبات، والعيش، واحترام
الذات،فتكون الرجولة أوسع معنى من الذكورة، والرجولة هي الموقف الشجاع والصادق
والنافع، وهي زينة الرجال وعنوانهم، وتترك الزينة للنساء لأن الطبيعة جعلت للمرأة
وجودا جميلا وتكامليا مع الرجل ليتحبب إليها، ويتودد، ويصنعان الحياة، ودوام الجنس
البشري، لكن الصادم أن المجتمع اليوم يفتح الأبواب على مصاريعها لخنثية الشباب
الذين ينزاحون الى التجمل، والتزين، والتشبه بالنساء بطريقة فاضحة تنم عن إنحراف
في النفس، وشذوذ خطير للغاية، فللرجل دور في الحياة، وللمرأة دور، ولكن أن يتقمص
أحدهما دور الآخر في ممارسة الجنس، وفي العلاقات الإجتماعية، فذلك يحيل المجتمع
الى مجتمع مخنث، وخطر على تكوينه، ومن شأن ذلك تفكيك الأسرة، وتخريب الحياة.
0 تعليقات