آخر الأخبار

التقليد دين الناس ..

 

 


علي الأصولي

 

عرف التقليد في الوسط الشيعي الإمامي الاثنى عشري الأصولي. بأنه رجوع غير المختص إلى المختص بالشؤون الافتائية والقضائية والولايات ونحو ذلك.

 

على أن الفرد يجب أن يحصل لنفسه الحجة والاطمئنان والرجوع لفلان أو لفلان.

 

في العصور المتأخرة دخل اللوبي الإعلامي لخلق شياع مهمين وتسليط الأضواء على هذا الفقيه أو ذاك ، بمعزل عن آثاره ونتاجاته وما يمكن أن يخدم الناس ورعاية مصالحهم.

 

وعلى ضوء هذا الإعلام والشياع من ورائه أخذت أعناق الناس تبعا والعقل الجمعي وانساق الجمع غاضا النظر عن شروط المرجع واخذوا المطلب من الإعلام ناجزا ومسلما.

 

أجل: إذا اجتمع أكثر من فقيه في زمان واحد وكل منهم تلبس بالشروط الواجبة لمرجعية التقليد. فالأصل بالرجوع هو الخيار بينهم وترجيح أحدهم بعد ملاحظة الخصوصية. لهذا دون ذاك.

 

تعالوا معي لنقل قصة تصلح لأن تكون شاهدا وما نحن فيه. روي عن السيد جواد الكلبايكاني: إن والده المرحوم آية الله العظمى الكلبايكاني سمع أن عالما كان قد استفتى عند المرجع الكبير السيد البروجردي (رحمه الله) من نقلّد في المسائل الفقهية التي تُجوّزون الرجوع فيها إلى الفقيه من بعدكم ؟

 

فكتب السيد البروجردي في الجواب : تراجعون فيها الفقيه الكلبايكاني.

 

وكان هذا العالم يريد تصوير تلك الورقة ونشرها للدعوة إلى تقليد السيد الكلبايكاني بعد وفاة السيد البروجردي .

 

فطلبه السيد الكلبايكاني ليحضر عنده ومعه تلك الورقة فلما قرأها السيد وضعها في صندوقه وقفله.

 

فقال له العالم : سيدنا أريدها إنها ورقتي.

 

قال السيد: إنها ورقتك ولكنها تتعلق بي فإن نشرتها قطعتَ الطريق أمام الناس لتقليد غيري من المراجع الكرام اتركوا الناس ليختاروا المرجع الذي يقتنعون به فالتقليد حرٌّ في مذهب أهل البيت(ع) انتهى.

 

اجل: لو حصلت هذه الحادثة مع بعض المتصدين الجدد لاحرقوا الأرض وجعلوا هذه الورقة لوحات إعلانية في الطرق والساحات ولعقدوا لها مجالس ومؤتمرات ولاعتبروا أن من خالفها كمن خالف وصية النبي(ص) للأئمة الهداة(ع) والى الله تصير الأمور ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات