بهاء الدين عياد
رغم مهارة الأيديولوجية النازية في التضليل والدعاية، فإنها تركت
آثارا مادية على إجرامها.. ضد الأقليات.. ضد المنبوذين..
الجريمة الكبرى.. تخيلوا، لم تكن الإبادة الجماعية على بشاعتها،
فالأمر لم يكن بهذه البساطة، بل كان يتم استخدام هؤلاء قبل إبداتهم في كل شيء قبل
مصيرهم النهائي، استخدامهم في الإنتاج الزراعي والصناعي، كحقل أو فئرات تجارب، أو
حتى كعبرة لمن يعتبر!
الجريمة كانت إيهام هؤلاء المنبوذين بأنهم ليسوا في طريقهم إلى
الموت البطئ والسريع، بل هناك حاجة إليهم، من خلال ركنهم في زنازين على هيئة أرفف
.. فيظل لديهم أمل في الحياة والبقاء .. أو حتى في استخدامهم.. أو حتى في مجئ من
يحررهم.. كان يتم سحقهم في النهاية عبر الوهم، رغم عدم حاجة هؤلاء الجبابرة إلى
الكذب مع الضعفاء أو إخفاء نواياهم وهم تحت السيطرة الكاملة بين الأرفف..
بعض الممارسات النازية الجديدة لا تترك هذه الآثار المادية الحرفية
لنظرية "المركون على الرف".. لكن كل لبيب بالإشارة يفهم!
في السياسة الدولية أيضا.. يتوهم كثير من اللاعبين أنهم ينتظرون
نفض غبار الركنة على الرف، في بعض لحظات التحول، للأسف من ركنك على الرف لن
ينفعك.. وإن استخدمك لن يضعك في غير الرف مجددا..
بهذا المعنى أيضا.. يجب أن تفهم الدول الوظيفية وغيرها من الفاعلين
حقيقة الأمور.. يجب أيضا ألا ننخدع بسحب ملف مثل "حقوق الإنسان" أو
"التهديد الفلاني" من على الرف... يجب أن تنتهي سياسة الأرفف !
0 تعليقات