آخر الأخبار

ناصر كنعانى : ظروف المنطقة المتحولة والمختلفة خلال العقود الماضية لم تمثل عائقاً أبداً لتواصل بين إيران ومصر (4)

 


 

 

خاص رسالة النيل

 

في هذه الأيام، يحتفل الشعب الإيراني بالذكرى الثانية والأربعين للانتصار العظيم للثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني -قدس سره- واليوم الوطني للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 

وبمناسبة هذا الانتصار العظيم نستكمل حوارنا مع سعادة السفير ناصر كنعاني  -  رئيس مکتب رعایة مصالح الجمهوریة الإسلامیة الإيرانية في مصر..

 

هذا الحوار الممتد عبر حلقته الرابعة، وحيث تناولنا فى الحلقة الأولى طبيعة النظام بعد الثورة المباركة، والدستور الايرانى، والمؤسسات الدستورية الحاكمة، تحدثنا عن تحديات ايران منذ الثورة وحتى الآن، وطبيعة العلاقة والنظرة الى الجوار العربى الإسلامى، واليوم نستكمل الحوار فيما يخص العلاقة المصرية الإيرانية من وجهة نظر السفير ناصر كنعانى، والذى بدأ حواره بقوله..   بصفتي مواطن إيراني لم أشعر بأي نوعٍ من الغربة خلال فترة وجودي في مصر هذا لأن الإنسان الإيراني والمصري بينهما تقارب روحي وفكري ووجداني وديني ونُسكي ودليل ذلك أن ظروف المنطقة المتحولة والمختلفة خلال العقود الماضية لم تمثل عائقاً أبداً لتواصل البلدين والشعبين الإيراني والمصري.

 

 إن الشعبين مترابطين إلى حدٍ كبير، كما أنشغل أهل النخبة في البلدين كل يوم بالإطلاع والكتابة والتفكير فيما يتعلق ببعضهما.

 

 تتجسد روح الصداقة والترابط بين البلدين في الكثير من الكتابات والأعمال الأدبية لأصحاب الرأي والكتاب الإيرانيين والمصريين -أمثال الكاتب الكبير حسنين هيكل-.

 

  في الحقيقة كلا الشعبين يقدرون ويحترمون بعضهما البعض بكل أبعادهما الحضارية والتاريخية والثقافية والتقاليد المتجذرة. أؤمن بأن إنعاش وتطوير العلاقات الإيرانية المصرية سيحفظ المصالح المشتركة للبلدين وسيعود على المنطقة بالنفع الوفير. في نهاية أتمنى وزملائي لمصر العزيزة مزيداً من التقدم والإزدهار يوماً بعد يوم وأتقدم بالشكر الجزيل لكل الأصدقاء المهنئين لنا بذكرى الثورة الإسلامية الإيرانية.

 

هذه المقدمة الكافية الوافية طرحت سؤال هذه الحلقة ...

 

 

رسالة النيل: وأخيرًا كيف تقيم العلاقة بين إيران ومصر؟ وما مستقبل العلاقة بينهما؟ وما الدور الذي يمكن أن يقدمه السفير ناصر كنعاني في هذا الخصوص؟

 

 

السفير ناصر كنعانى : على الرغم من حالة الانغلاق السياسي في العلاقات الرسمية بين إيران ومصر، إلا أنني أرى في العلاقة الإيرانية المصرية هوية مستقلة بعيدًا عن العلاقات الرسمية بين الحكومتين، حيث أن جذور العلاقة بين إيران ومصر ضاربة في عمق حضارة الشعبين التي تمتد لآلاف السنين، حيث لا زالت الحضارة الإيرانية والحضارة المصرية هاتان الحضارتان القديمتان العظيمتان قائمتان ومستمرتان، هذا بالإضافة إلى أن روح الإنسان الإيراني والمصري متصلتان بسبب التقارب الفكري على الصعيد الديني والفلسفي والأدبي والقيم والعادات والتقاليد الاجتماعية أيضًا، لذا فإن حالة الانقباض والانبساط في العلاقات الرسمي وعلى الرغم من أنها أوجدت مسافات مصطنعة بين الشعبين، إلا أن العلاقة المعنوية والفكري وحتى العاطفية بين البلدين والشعبین لم تُهمش أبدًا، وفي اعتقادي أن العلاقة الإنسانية العميقة بين الشعبين قد حافظت أيضًا على أواصر الترابط السياسي بين مصر وإيران، لذا دائمًا ما ينتقد الرأي العام والنخب في كلا البلدين حالة الانغلاق السياسي في العلاقات الإيرانية المصرية ويعتبرونها محل استفهام!

 

 ومن هذا المنطلق أعتقد بضرورة تلبية المطلب والتوقع المعقول والمنطقي لشعبي البلدين وإعادة ترميم العلاقات مرة أخرى، تقييمي هو أن قطع العلاقات الرسمية بين إيران ومصر قد فقدت موضوعيته منذ سنوات کثیرة وفي الوقت الحالي أصبحت هناك اقتضاءات مرحلية وأولويات جديدة في العلاقات بين البلدين. تتحمل حكومتا إيران ومصر مسؤولية مشتركة تجاه مصالح البلدين على وجه الخصوص والمصالح الإقليمية بشكل عام، ويمكن أن يكون إجماع واتفاق وجهات النظر بين هذين القطبين الرئيسيين على الصعيد السياسي والاقتصادي والثقافي في المنطقة نقطة تحول ومنعطف قوي، لذلك آمل أن نرى مثل هذا الحدث في المستقبل غير البعيد.

 

 إيران ستخطو خطوات إيجابية مقابل أي خطوة إيجابية من الجانب المصري، ولطالما كانت إيران نشطة بشكل إيجابي في هذا الصدد وقدمت مقترحاتها للجانب المصري.


علاقة إيران والعرب عميقة ومتجذرة و ضاربة في عُمق التاريخ و السعودية من أهم الدول الإسلامية والعربیة (3)

يتبع 

إرسال تعليق

0 تعليقات