علي الأصولي
لم ينجذب عامة المسلمين إلى نبيهم (ص) أو شيعة أمير المؤمنين (ع)
إلى إمامهم باعتباره حيازتهم الكمالات الباطنية أو كونهم خزائن علم الله ومظاهر
مشيئته وتجليات صفاته على الأرض في ذلك الحين على الأغلب.
كما أننا لم ننجذب إلى المرجع الراحل الشهيد السيد الصدر باعتباره
اعلما وله نتاجات فقهية واصولية وله باع طويل في الباطن ومتسلط على الفلسفة
الإلهية. كل هذه الصفات والمميزات كانت آنذاك لا تعنينا بشيء يذكر خاصة ونحن كنا
في دور الطفولة العلمية وافضلنا لا يعدو كونه مراهقا على اعتاب أبواب العلماء.
إن سر الإنجذاب وبالتالي النجاح وهذه العلاقات كانت على اساس
الشعور الابوي من الكبار تجاه الاتباع سواء كان نبيا أو إماما أو فقيها مرجعا.
اجل: سوف ننقل لكم قصة صالحة للاستشهاد على ما نروم بيانه وهذه الأسطر
.
نقل أنه استدعى الحاكم السياسي نوربري إلى مقابلته
كُـلاَّ مِـن:
الشيخ عبد الكريم الجزائري.
والشيخ جواد الجواهري.
والشيخ عبد الرضا الشيخ راضي.
والحاج المحسن شلاش.
فلما حضروا قال نوربري(بتهديد مبطن) طلبتكم لأرجوكم أن تكتبوا لأية
الله العظمى الشيخ محمد تقي الشيرازي الحائري.
كتاباً يسلٍّيه من أجل أعتقال نجله الشيخ محمد رضا ويهُّون عليه
فداحة الأمر .
فقاطعه الجزائري محتدماً، وقال: إن الإمام الحائري لم يبلغ مرتبته
الحالية إلا لأنه ينظر إلى أفراد المسلمين كافَّة كأولاده ،
فأي ولد يعنيه حضرة الحاكم؟
أهو حاج مخيٍّف (زعيم عشيرة عفك ) ؟
أم أولاده أحرار الحلة ؟
ام أولاده رجال كربلاء؟
فغضب الحاكم من هذه الكلمات الحقَّة غضباً غير ظاهر ،
ولم يجيبوا عليها بشيء يذكر وأنفض الاجتماع دون أن يثمر عن نتيجة.
انتهى:
نعم: إن سر النجاح والإدارة بين الكبار وأتباعهم تكمن بالتعاملات الأبوية
المباشرة. بدون توكيلات أخرى وحجابات بين الأب والأبناء فتفتر العلاقة بالتالي
وتختفي فتكون عنوانا بدون معنون والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات