سامح جميل
في مثل هذا اليوم 11 فبراير1934م..
الإمام يحيى حميد الدين يوقع اتفاقاً مع بريطانيا في صنعاء لمدة
أربعين عاماً، يعترف فيه بسلطة بريطانيا على جنوب اليمن مقابل الاعتراف باستقلال
شمال اليمن..
يحيى محمد حميد الدين محمد المتوكل (يونيو 1869 - 17 فبراير 1948)
هو إمام اليمن من عام 1904م وحتى عام 1948 وهو مؤسس المملكة المتوكلية اليمنية.
أجبر الإمام يحيى الأتراك على الاعتراف به إماماً مستقلا على شمال اليمن في العام
1911 بعد حروب متواصلة ضد العثمانيين منذ 1872 بعد الحرب العالمية الأولى تخلصت
المناطق الشمالية لليمن من التأثير التركي نهائياً وتعرض حكم الإمام لعدة تحديات
أبرزها ثورة الدستور والتي قُتل على إثرها من بندقية الشيخ علي بن ناصر القردعي
المرادي. حكم الإمام في فترة كانت المنطقة العربية تمر بـ"ثورات فكرية"
وانتهج الإمام سياسية انعزالية خوفاً من امتدادها إلى اليمن.
تلقى تعليماً بدائيا في كتّاب صنعاء (معلامة باللهجة اليمنية) وهو
تعليم يقتصر على العلوم الدينية. عند وفاة والده الإمام المنصور بالله محمد (عام
يقول امين الريحاني في كتابه ملوك العرب أنك لا تجد في ملوك العرب
من هو أعلم من الأمام يحيى في الأصول الثلاثة، الدين والفقه واللغة، ولا من هو
أكبر اجتهادا وأغزر مادة منه . وله ذوق في الشعر والأدب فيقضي بعض أوقاته في
المطالعة بل هو الشاعر الوحيد في حكام العرب جميعا وما ذلك إلا بسبب إعداده
إعداداً علمياً مميزاً لأكثر من ثلاثين عاماً قبل تبؤه منصب الإمامة فمنذ أن بلغ
السادسة من عمره وهو يداوم على حضور حلقات الدرس للدراسة والقراءة على أكابر علماء
عصره في صنعاء وفي جبل الأهنوم والمدان وشهارة بالطريقة التي كانت متبعة في العصور
الإسلامية القديمة ولا يزال بعض علماء الدين الإسلامي يسير عليها
بعد سقوط الدولة العثمانية قسم البريطانيون الجزيرة العربية ،
واستقل شمال اليمن عن الدولة العثمانية عام 1849 ، وقامت المملكة المتوكلية عام
1918 بعد سقوط الدولة العثمانية وملوكها من آل حميد الدين .
كانت علاقة الإمام يحيى حميد الدين سيئة مع الإنجليز وكان يحاول
بسط نفوذ المملكة المتوكلية على باقي اليمن فخاض حروباً ضد سلاطين جنوب اليمن
المرتبط بالإنجليز وكان جيشه على بعد خمسين كيلو متراً من عدن فتدخل البريطانيون
أخيراً وقصفوا قعطبة وتعز بالطائرات لمدة خمسة أيام .
كان الإمام يحيى حميد الدين يحاول- ضمن بسط سيطرته على البلاد
اليمنية- أن يبسط سيطرته على المحميات الجنوبية فدخلت قواته الضالع للضغط على
بريطانيا؛ كي تسلمه الحديدة ، وليعلن عدم اعترافه بخط الحدود الذي رسمته اتفاقية
بين قوتين غازيتين على أرض ليست لهما. وقد رأى الإمام أن يستعين بإيطاليا التي
تحتفظ بمستعمرات في الساحل الأفريقي المقابل، فعقد اتفاقية صداقة معها عام
فكان رد فعل الإنجليز على تحركات الإمام هذه هو الحرب التي اشتعلت
بين الطرفين عام 1928 م، استخدم فيها الإنجليز الطائرات الحربية التي ألقت على
الناس منشورات تهديد وقنابل دمار ألحقت الضرر في جيش الإمام وفي المدن الآمنة التي
ألقيت عليها، وقد انتهت هذه الحرب بهزيمة الإمام وإجباره الدخول في مفاوضات انتهت
هي الأخرى بمعاهدة عرفت بمعاهدة الصداقة والتعاون المتبادل بين اليمن وبريطانيا
وقعت في 11 فبراير
0 تعليقات