آخر الأخبار

تحرير العقل الشيعى : أساليب الخطابات ..

 

 


 

علي الأصولي

 

 

للخطابات الدينية أو السياسية أو الفكرية عدة أساليب، منها: الأسلوب الأدبي الإنشائي الذي يعتمد بشكل كبير على صياغة المفردات والمحافظة على نسق ووزن السياقات ويكون للسجع اقرب،

 

ومنها: الأسلوب البرهان أو الدليل الذي يحاول إيجاد اقيسة منطقية من داخل سياقات الجمل، وبالتالي يكون هذا الأسلوب لاقناع المتأملين أقرب من الأسلوب الاول الذي يحاول مخاطبة الجماهير بمعزل عن دليلية الدليل وقيمته،

 

والكلام في أساليب الخطابات لا يختلف عن أساليب الكتابات والمقالات، ومن هنا ينبغي الالتفات إلى طبيعة الخطاب والمقال وعدم الخلط بين الإسلوبين، وكيف كان: لنقف على ما سطره (غوستاف) في كتابه(سيكلوجية الجماهير) حتى يعرف المتابع كيفية تساق الجماهير عن طريق المنصات الاجتماعية على مختلف طرقها واهدافها، قال: عندما نُريد أن ندخل الأفكار والعقائد وغير ذلك ببطء الى روح الجماهير تكون بثلاث أساليب:

 

الاول: التأكيد المجرد من الأدلة العقلانية والبرهانية، أي طرح الفكرة على الجماهير بصورة تأكيدية خالية من البراهين والأدلة العقلية، وهذه التأكيدية تشكل الوسيلة الموثوقة لإدخال الفكر في روح الجماهير، وكلما كان التأكيد قاطعًا وخاليًا من كل برهان كلما فرض نفسه بهيبة أكبر

 

الثاني: التكرار، أي تكرار طرح الفكرة على الجماهير بصورة مستمرة، وبنفس الكلمات والصياغات وتكريسها في نفوس الجماهير اللاواعية، وبمرور الزمن تترسخ الفكرة بين الجماهير الى درجة تقبل كحقيقة برهانية، وينسى صدقها من كذبها بل يُنسى حتى قائلها،

الثالث: العدوى، فبعد تأكيد الفكرة وتكرارها في روح الجماهير يتدخل الإسلوب الثالث وهو العدوى، فتنتشر الفكرة بين الجماهير كإنتشار عدوى الجراثيم والأمراض، وهذه العدوى لاتتطلب تزامن الجماهير في مكان واحد فيمكن أن تنتشر الى مجتمعات وجماهير أخرى كما حصل في انتشار الثورة الفرنسية وغيرها، انتهى:

 

نعم: معرفة الأسلوب ضروة لا مناص منها في عالم الأفكار والنظريات وبالتالي الأهداف ..

إرسال تعليق

0 تعليقات