علي الأصولي
كان لسيدنا الشهيد الصدر الثاني مشروعا تنبيهيا توعويا غايته الفات
نظر الجمهور بالحوزة العلمية بشرط الناطقية،
ولما كان جل طلبة السيد على كثرتهم وتعدد أذواقهم ومستوياتهم ،
حديثي العهد بالدرس من جانب وبالإدارة والدعوة من جهة أخرى، كان السيد الشهيد يمثل
الإشراف المباشر على تحركات عامة طلبته فضلا عن كادر مرجعيته فلا تمر مشكلة ما،
إلا كان عالما بها معالجا لأسبابها ودونك لقاء البراني بلا مزيد.
وأما التعويل على البلاط المرجعي وتسليم زمام بعض الأمور المهمة
المتعلقة بالمرجعية وشؤناتها بقول مطلق بناء على الثقة وحسن الظن استصحابا، فهذه
مجازفة للمشروع المرجعي خاصة إذا تداخلت الدنيا والسياسة مع الدين.
وكيف كان: من يعتقد توهما بأن بلاط مرجعية تقليده بمنأئ عن سلبيات
كوادر الإدارة وضعف إدارة الأزمات فهو يعيش بوهم ما من بعده وهم فليسأل الله أن
يرزقه الفطنة والوعي والتجرد ،
نعم: من يجد التعثر والتلكؤ وكثرة المشاكل وعدم وجود الحلول أو
غياب الإنصاف ونحو ذلك، فما عليه أما أن يعترف بفشل مشروعه ككل ، أو لا أقل فشل
كادر البلاط والقائمين على مراقبة وتحسين المشروع وعلى هذا الفرض أما يعزوا إلى
ضعف المركزية وعدم السيطرة أو سذاجة الرمز والعمل باسمه خلف الكواليس، ما لم يبادر
وإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي والصحيح والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات