نصر القفاص
يقول حكيم صينى أن "الإنسان الخير هو من يلتف حوله الأخيار,
ويلعنه ويحاربه الأشرار"!!
على هذه الأرضية أفهم التاريخ وأناقشه.. فإذا كان "الولد الذى
حكم مصر" يدافع عنه محدودى الفهم والمعرفة.. فنحن لدينا شخصية أخرى, إرتدى
الأشرار قميصها وحاولوا أن يجعلوا منه "قميص عثمان" هجوما على ثورة 23
يوليو وزعيمها الذى هو "جمال عبد الناصر" والمثير – وليس غريبا – أن تلك
الشخصية كانت واجهة تلك الثورة.. أقصد "محمد نجيب" الذى كان رئيس
الوزراء الثانى بعد 23 يوليو, وأول رئيس لمصر بعد أن أصبحت جمهورية.. والرجل كان
ضابطا قبل أن يولد "عبد الناصر" وعاش بعد رحيله لسنوات طوال.. ثم كتب
مذكراته, لتكون شهادة للتاريخ وكاشفة لشخصيته وفكره ومواقفه.
صدرت مذكرات "محمد نجيب" فى لحظة مريبة.. تم استخدامها
لسنوات كسلاح غامض!! دون أن تلفت أنظار المؤرخين ولا المثقفين الجادين, حتى لو
قرأوها.. وقد يكون لذلك أسباب أو معان, حتى جاءت لحظة فوجئنا فيها برفع راية
"محمد نجيب" عالية خفاقة بدعوى تكريم رجل ظلمته الثورة وزعيمها.. فسر
البعض ذلك بأنه يحمل معان الوفاء واحترام قيمة التاريخ.. ثم فوجئنا بأن ما يحدث
كان موجة جديدة, تستهدف أعظم ثورات العصر الحديث.. والموجة الجديدة هدفها تعميق
فكرة كراهية الثورات – أى ثورات – ثم التقليل من رموز العسكرية المصرية لحساب
"خدم الملكية والاستعمار"!! ولنا أن نعلم حقيقة مهمة, وهى أن المنهج
ذاته تم استخدامه ضد "أحمد عرابى" كرمز من رموز العسكرية المصرية الذين
تم إجهاض مشروعهم جنينا.. حتى جاء "عبد الناصر" ليتمكن بقدرات فكرية
عميقة, ورؤية واضحة للمستقبل فى ضوء فهم شديد الوعى للماضى.. من وصل ما بدأته تلك
الرموز, وذلك جعله يبنى مشروعا ضخما للوطن يملك أدوات وإمكانيات لا يفهمها غير هذه
النوعية من الرجال الوطنيين.
دعنا من "عبد الناصر" لأن الموضوع هو "محمد
نجيب" الذى اخترت إعادة قراءته لكشف خبث القائمين على تشغيل ماكينات
"تزوير التاريخ" ورأيت أن أفضل طريق لذلك هو أن أقرأ بصوت عال مذكرات
"محمد نجيب" لأنها تحمل الرد الواضح على من يرفعون قميص "محمد
نجيب"!! ورغم صعوبة ذلك لأسباب ستكشفها سلسلة حلقات "محمد نجيب الذى لا
يعرفه المصريون"!! إلا أننى أقدمت على هذا العمل, وكلى أمل أن نعيد قراءة
الرجل وحكايته باعتباره كان "جملة عابرة" فى تاريخ مصر.. ولكى يخرس
الذين يمارسون "البورنو السياسى" فى وضح النهار!!
0 تعليقات